[email protected]
النسيان أسهل طريقة للحياة، ويعتبره البعض شكلاً من أشكال الحرية!
الغفلة مرض جسام خطير يصيب الكثير من الناس، ومشكلة الغفلة أن الناس لا يشعرون بها ولا يدركون مخاطرها، ولهذا سمي هذا الزمن زمن الغفلة، فالكثير في حالة من الغفلة لم يفق منها رغم حجم المصائب!
قال تعالى في محكم التنزيل: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) الأعراف 179.
ويقول الله عز وجل: (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) الأعراف 205.
سأعرض على قارئي الكريم حوارا دار بين أستاذ قدير وطالب علم مجتهد، أما الأول فهو أستاذي الجليل د.يعقوب يوسف الغنيم، وكما نعرف عنه أنه أديب وشاعر ومؤرخ وله مناصب شغلها، منها على سبيل المثال مدير تلفزيون الكويت ثم وكيل لوزارة التربية لمدة 14 سنة ثم شغل وزيرا عام 1981 ويبرز (أبو أوس) في الكتابة لأنه خريج دار العلوم بالقاهرة عام 1957 وقد حاز الماجستير والدكتوراه في النحو والصرف من كلية دار العلوم، ويمكنني القول ان د.أبا أوس هو واحد من أفضل وأقوى وزراء التربية في الكويت وصاحب موسوعة ضخمة من الإصدارات ويحظى باحترام الجميع لخلقه وعلمه وتواضعه.
أما الطرف الثاني فهو الأستاذ القدير فيصل عبدالعزيز الزامل كاتب عمود في جريدة «الأنباء» طوال اكثر من 23 عاما، كما كتب في صحف ومجلات مثل «القبس» و«المجتمع»، وشغل أمين صندوق جمعية العون المباشر وكذلك جمعية النجاة الخيرية، وله العديد من البحوث الاقتصادية.
كتب د.يعقوب يوسف الغنيم، مقالا طويلا في جريدة «الأنباء» الثلاثاء 4/9/2021 بعنوان: «نقاش حول تجديد الخطاب الديني) وهو يرد على الذين يريدون أن يحرفوا كلام الله ويغيروا الصورة الملائمة لهذا الخطاب وهو مخالف للكتاب والسنة.
ويبادر الأخ الزميل فيصل الزامل - أبو قتيبة - ليرد على المقال في رسالة «واتساب» قائلا: الأستاذ د.يعقوب يوسف الغنيم، حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
لقد قرأت المقالة/ البحث، (نقاش حول تجديد الخطاب الديني).
وأعجبت بها، فقرة فقرة، وسطرا سطرا.
وأرفق مع هذه الرسالة واحدة من تلك الفقرات المبينات للغافلين.
والجميل، أنها جاءت بعد فترة من الزمن، حتى ظن الغاوون أنها مرت.. وسينساها المسلمون، ويتذكرها أهل الغواية، والتعريض بيننا من حين لآخر، ويستخدمون ما قاله محمد عثمان الخشت للتباهي الفارغ، فجاءت مقالة اليوم (أمس) لترسخ ما قاله شيخ الأزهر، الرجل الطيب، قولا وعملا، والذي من جميل ما قاله في تلك الندوة (البحث العلمي يتم إعداده ويوزع للمناقشة، وما نحن بصدده اليوم هو إعلان مفارقة).. وكأنه يقول، اذهب حيث شئت، ولا تقل إنني قدمت بحثا، ولا ناقشت مجمعا علميا.
د.يعقوب.. المحترم
جزاكم الله أفضل الجزاء عن دينه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم
أخوكم
فيصل عبدالعزيز الزامل
٭ ومضة: ما أفاض به د.يعقوب يوسف الغنيم في هذه (المقالة/البحث) يستحق ان يتحول الى كتاب في (الخطاب الديني) لأننا أحوج ما نكون له لأننا نعيش كما يقولون زمن الغفلة!
الآيات والأحاديث كثيرة التي توضح لنا خطورة الغفلة.
يقول الشاعر:
أما والله إن الظلم شؤم
ولا زال المسيء هو الظلوم
إلى الدّيان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا
غدا عند المليك من الغشوم
ما أحوج المسلمين اليوم الى صحوة توقظهم من الغفلة عن الموت والتمادي في الباطل!
عزيزي القارئ.. لا تكن من الغافلين، ساعة الأجل لا تعلمها، فاحسب حسابا لكل شيء فإنك محاسب عليه ومجزى به إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والناس جميعا في غفلة عظيمة فإذا ماتوا انتبهوا.. فلا تكن من الغافلين!
نحن ننسى لأنه يجب علينا ذلك، وليس لأننا نريد ذلك!
٭ زبدة الحچي: إن الغفلة (ترك) لأمر عظيم باختيار الغافل!
أما النسيان فهو ترك بغير اختيار الإنسان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» ابن ماجة.
من أسباب الغفلة العظيمة التي ابتلي الناس بها ومارسوها عن طيب خاطر ورضا هو أولا الجهل بالله تعالى، وثانيا: حب الدنيا والانشغال بالتكاثر وجمع الأموال والأولاد، وثالثا: ارتكاب المعاصي، رابعا: صحبة السوء (الصاحب ساحب).
إن الغفلة داء فتاك، لهذا فأُنس الجاهلين بالمعاصي والشهوات، وأُنس العارفين بالذكر والطاعات.
الغفلة يا قارئي الكريم من المنهيات الباطنة؛ لأنها تجعلك في غفلة عن عبادة الله والجري وراء ما تشتهيه!
يا قارئي: العمر قصير، والحياة مهما طالت فهي الى زوال، وإن متاع الدنيا قليل، فكم من (عزيز وعزيزة) من أحبتنا رحلوا من دار الفناء الى دار البقاء.
يا قارئي: أزح كل ما يحجب رؤيتك وتعوذ من الشيطان وداوم على محاسبة نفسك.
النفس اللوامة وتذكر: (فذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد).
في أمان الله..