الكويت منذ القدم جبلت على البذل والعطاء والسخاء ومنذ أن منّ الله على بلدنا الغالي الكويت بنعمة النفط فتحت ذراعيها لكل إنسان شريف يسعى إلى العمل الشريف والرزق الحلال ولكن الصورة لم تكن وردية كما كنا ومازلنا نتصور هذا الوضع فلما اتسعت رقعة التعمير واستقدمنا الآلاف للعمل بالكويت جاء من يريد عملا ورزقا وجاء أيضا من يتعجل الثراء وطبع على الإجرام، وللأسف أقدمت بعض الشركات الوهمية التي لا هدف لها إلا الربح على استجلاب العمالة لتحقق ربحا سريعا حتى ولو على حساب أمن الكويت، وتسببت هذه الشركات الوهمية في حضور عصابات إجرامية خريجة سجون في بلدها للعبث بالكويت فسادا بجرائم من كل نوع لم نسمع بها ولم نشاهدها بمجتمعنا المحافظ المسالم.
وها هي بعض العمالة الآسيوية التي ترتكب كل أنواع الجرائم من خطف النساء لتسخيرهن في عمل الفواحش التي يحترفنها، وتطالعنا الأخبار كل يوم بجريمة خطف ودعارة وسمسرة والتعدي على رجال الأمن والإجرام التي لا مثيل لها من سرقة المكالمات الهاتفية وكل مكان اصبح وكرا لسرقة المكالمات الدولية ويبيعونها بأرخص الأثمان، ما يضيع أموالا كثيرة على وزارة المواصلات وسرقة الكيبلات الكهربائية وكلنا نعلم العام الماضي كيف فتحوا محولا وأرادوا أن يسرقوا كيبلا فصعقهم وماتوا، وهناك جرائم قتل وحشية يرتكبها بعض الآسيويين وغيرهم تقشعر منها الأبدان ومن تحريض على الرذيلة في كل تجمعاتهم من تجارة لن تبور بالنساء، والمخدرات ولا حرج من كل لون ونوع وبكميات لم نسمع عنها من قبل وبأساليب تهريب متجددة، فهم لا يكلون ولا يملون في محاولاتهم إغراق الكويت بالمخدرات وتصنيع الخمور المحلية وبيعها ويديرون تجارة المخدرات حتى من داخل أسوار السجن المركزي فماذا علينا من هؤلاء؟!
ولماذا نحرص على استقدام هؤلاء وشرورهم معروفة تغطي وتلطخ صفحات الصحف؟ فهل من حل يخلص الكويت من هؤلاء العابثين بأمنها؟ فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ومن الذي يحميهم ومن الذي يستقدمهم ولا عمل لهم؟ لقد طفح الكيل وباتت الكويت لا تتحمل المزيد من الجرائم وبتنا غير آمنين على أرواحنا ولا على أعراضنا وأولادنا من هؤلاء وغيرهم، ان الأمر يحتاج إلى قرار شجاع بعد استقدامهم إلى الكويت ونبتعد قليلا عن المجاملات الديبلوماسية لأن أمن الكويت فوق كل اعتبار وكثير من العمالة السائبة وضعت لهم شبرات وخياما أمام شبرة الخضار في منطقة كبد، أين وزارتا الداخلية والشؤون من هؤلاء؟ الأمر يحتاج إلى قرار شجاع ولا مكان للمجرمين في الكويت فكفانا ما نحن فيه فمن أتى بهم لا يريد خيرا للكويت ولا أمنها.
أمن الكويت ليس في حسابات هؤلاء الذين لا يعرفون غير الربح ولو كان على مصلحة الوطن وأهله.. على وزير الداخلية وأركان وزارته المعنية الضرب بيد من حديد على هؤلاء وعلى من يستقدمهم لأن أمن الكويت فوق كل اعتبار.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها، ونسأل الله أن تنقشع هذه الغمة وترجع الأمور كما كانت وأحسن في الكويت وجميع دول العالم. اللهم آمين.
[email protected]