ودّعت الكويت امس وزير النفط الأسبق عبدالمطلب الكاظمي بعد مسيرة حافلة بالعطاء.
ويعتبر الكاظمي، رحمه الله، أول وزير للنفط في الكويت خلال الفترة من 1975 ـ 1978 بعد فصل «النفط» عن «المالية»، وعضو الوفد الكويتي لتأسيس منظمة «أوپيك».
كما شغل الراحل عضوية مجلس الامة بعد نجاحه في دورة انتخابات 1971، ثم شكل قائمة للدورة التالية ونجح في انتخابات 1975.
وشغل الراحل مناصب عديدة في مسيرته منها عضويته في لجنة نزع الملكية للمنفعة العامة ومدير الميزانية العامة في وزارة المالية والنفط، وعضو مؤسس لشركة النقل البري الكويتية، وعضو مؤسس لشركة الكويت والخليج لصناعة السجاد، ورئيس مجلس ادارة الشركة العربية للتأمين وإعادة التأمين.
إنجازات فارقة
وشهدت فترة تولي عبدالمطلب الكاظمي ـ رحمه الله ـ وزارة النفط العديد من الأحداث الكبيرة الفارقة في تاريخ الكويت والمنطقة بما لم يحدث في ولاية العديد من الوزراء ممن قضوا فترة طويلة على رأس مناصبهم، حيث شهد الكاظمي لحظة تاريخية في قطاع النفط لا تقل أهمية عن تاريخ اكتشافه، وهي الخطوة التي أقدمت عليها الكويت بتأميم نفطها وفرض سيادتها وإدارتها وقرارها عليه بالكامل، بعد أن كانت الكويت تحصل على 40% فقط من نفطها بينما البقية بيد شركتين أجنبيتين تمتلكان الحصة الأكبر حتى العام 2026 وفقا لنص الامتياز، بذلك فإن الكاظمي ـ رحمه الله ـ يعتبر الوزير الذي وقع عليه عاتق بناء وزارة نفط كاملة السيادة وتشكيل هيكلها الاداري في تلك الفترة 1975.
وفي مسيرة الكاظمي، رحمه الله، السياسية حادثتان طبعتا في الذاكرة العربية والعالمية، الأولى تعرضه مع وزراء نفط منظمة أوپيك لحادثة أكبر عملية اختطاف على يد الإرهابي العالمي كارلوس، أما الحادثة الثانية فكانت شهادته على اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز أثناء زيارته له في المملكة العربية السعودية.
حادثة الخطف
وعن حادثة الخطف الشهيرة، قال رحمه الله في لقاء صحافي عام 2015: كنا نجتمع دائما في فيينا كل 4 أشهر لإقرار أسعار النفط، ودائما ما تكون هذه الاجتماعات لمدة 5 ايام، وتم هذا الحادث في اليوم الخامس والأخير، ولم يكن هذا الاجتماع الأول لي، وحضرت اجتماعات في فيينا من قبل، وأثناء الاجتماع اقتحموا المبنى وقتلوا الحارس النمساوي، ودخل علينا كارلوس صائحا: اجلسوا.. اجلسوا، فبحركة غير شعورية «قمت ودزيته بيدي»، فضربني بمؤخرة السلاح على يدي.
وتم اختطافنا جميعا لمدة 46 ساعة، وكنا 11 وزيرا، وذهب بنا الى الجزائر، ثم الى ليبيا، ثم الى تونس، الى ان تم إطلاق سراحنا بالجزائر في نهاية المطاف.
التهنئة بالسلامة
وتابع الراحل: وأتذكر ان الأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد، كان وزيرا للخارجية في هذا الوقت، واتصل بي مهنئا بالسلامة، وأرسل لي طائرة خاصة أقلتني من الجزائر الى الكويت.
ولدى عودته للكويت بعد حادثة الخطف استقبلته وفود رسمية وشعبية لتهنئته على سلامته بعد تلك الحادثة.
أما الحادثة الثانية، فكانت اغتيال المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حيث تزامن ذلك مع زيارة الوزير عبدالمطلب الكاظمي للسعودية على رأس وفد نفطي لبحث موضوعات عدة.
وزارة النفط
وعن تاريخ تاريخ توليه وزارة النفط، قال الكاظمي، رحمه الله، في أحد لقاءاته الصحافية: لم تكن هناك وزارة مستقلة للنفط قبل ذلك الوقت، لكن بعد نجاحي في مجلس 1975 أتذكر عندما ارسل لي الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، لمقابلته في استراحته، وقال لي إنه تم وقوع الاختيار عليك لتكون احد اعضاء مجلس الوزراء، فرحبت بالأمر، وقلت له: لقد عملت معك في المستقبل، فقال رحمه الله: انت ستتولى وزارة المالية أو وزارة النفط، حينها علمت ان وزارة النفط سيتم فصلها عن وزارة المالية، حيث كانتا في وزارة واحدة.
وبعد يومين، تم تبليغي رسميا بتولي وزارة النفط، وكانت هذه هي البداية لوزارة مستقلة للنفط، وتم نقل الموظفين القدامى للوزارة الجديدة، وتعيين موظفين جدد، وتشكيل الهيكل التنظيمي للوزارة.
التأميم التاريخي
وعن نسب تملك الحكومة الكويتية في شركات النفط.. تابع، رحمه الله: خلال فترة وجودي بالمجلس من 1971 ـ 1975 تشبعت جيدا بفكرة ان يكون تملك الكويت في شركة النفط 100%، والأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، شجعنا على هذا الأمر، حيث كانت هناك اتفاقية على هذه النسبة مع شركات النفط تمتد إلى عام 2026، ولكن تم إلغاؤها نهائيا، واخذنا الاحتياطي النفطي كله، ولم تشاركنا فيه الشركات، حيث كانت تطالب بحصة في الاحتياطي النفطي، وبالطبع رفضنا، واستمرت مفاوضاتنا معهم لمدة 11 شهرا، وكانت مفاوضات مليئة بالشد والجذب، ووصلنا إلى نتيجة ترضينا في النهاية، ووقوف جميع دول المنطقة النفطية مع الكويت، ما عزز من وقوفها أمام هذه الشركات.
الحياة السياسية
بدأ الكاظمي العمل الحياة السياسية عندما ترشح مع شقيقه عبداللطيف لانتخابات مجلس الامة عام 1971، ونجحا معا، حيث كانت الانتخابات على نظام الدوائر العشر، واستمر لمدة أربع سنوات، حتى انتهاء دورة المجلس ثم ترشح مرة أخرى للدورة الجديدة لمجلس 1975 ونجحت القائمة التي اسسها بكاملها بنفسه والمكونة من خمسة اشخاص.
التجارة والاقتصاد
حصل، رحمه الله، على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة عام 1961 وعاصر الاجواء القومية خلال العدوان الثلاثي على مصر، ثم درس في الولايات المتحدة لمدة عامين لكنه اضطر للعودة الى الكويت للترشح في مجلس الأمة بدلا من أخيه الاكبر زيد، الذي قرر حينها الابتعاد عن الحياة السياسية، وقد مارس العمل في القطاع الخاص في العقارات والاستثمارات والاسهم وأسس شركة عبدالمطلب الكاظمي التجارية، كما شارك في الجهود الشعبية لتحرير الكويت وساهم في فتح ديوانية للكويتيين لبحث سبل المساعدة في التحرير.
الراحل في سطور
حاصل على بكالوريوس تجارة ـ جامعة القاهرة 1961م.
قام بدراسة الإدارة العليا في جامعة «بولدر» كولورادو الولايات المتحدة الاميركية في عام 1969م.
رئيس قسم الميزانية العامة في «وزارة المالية والنفط» 1961م.
مدير الميزانية العامة في وزارة المالية والنفط 1965 ـ 1790.
عضو مجلس الأمة في الفصل التشريعي الثالث (1971 ـ 1975) والفصل التشريعي الرابع (1975).
وزير النفط في الفترة من 1975 ـ 1978.
عضو الوفد الكويتي لتأسيس منظمة الأوپيك النفطية ـ الرياض 1961.
عضو وفد الكويت الى المؤتمر الافريقي الآسيوي للتعاون الاقتصادي ـ الهند 1961م.
عضو وفد الكويت إلى المؤتمر الافريقي الآسيوي للتعاون الاقتصادي ـ باكستان 1963م.
عضو مجلس ادارة شركة الزيت العربية (اليابان) 1963 ـ 1968.
عضو لجنة نزع الملكية للمنفعة العامة في بلدية الكويت 1963 ـ 1967.
مثل الكويت إلى جمهورية تونس مندوبا عن الجامعة العربية لتحويل أموال اللاجئين الجزائريين.
عضو وفد مجلس الأمة الى الصين وكوريا الشمالية 1973.
عضو وفد مجلس الأمة الكويتي إلى اليابان والاتحاد السوفييتي وكوريا الجنوبية 1973.
عضو وفد مجلس الأمة الى المؤتمر البرلماني ـ باريس (فرنسا) 1974.
عضو وفد الكويت إلى مؤتمر القمة النفطي (الجزائر) 1975.
رئيس وفد الكويت الى مؤتمر الأوپيك ـ فيينا (النمسا) 1975 ـ 1977.
رئيس وفد الكويت الى مؤتمر الأوپيك ـ جنيف (سويسرا)، والى مؤتمر الأوابك (مصر) 1975.
رئيس وفد الكويت إلى مؤتمر الأوابك (ليبيا)، والى مؤتمر الأوابك (فنزويلا) 1976.
رئيس وفد الكويت الى مؤتمر الأوپيك ـ الدوحة (قطر) 1976.
رئيس وفد الكويت الى مؤتمر الاوپيك ـ بالي ـ اندونيسيا، والى مؤتمر الاوابك ـ الكويت 1977.
عضو مؤسس الشركة الدولية للاستثمار 1974: عضو مؤسس شركة النقل البري الكويتية 1973.
عضو مؤسس شركة الكويت والخليج لصناعة السجاد، ورئيس مجلس ادارة الشركة العربية للتأمين وإعادة التأمين البحري، ورئيس مجلس ادارة شركة عبدالمطلب الكاظمي التجارية، وعضو مجلس ادارة اتحاد رجال الصيرفة، وعضو جدول الخبراء في وزارة العدل الكويتية 1978.