من الملاحظ ومنذ مدة وحتى قبل انتشار وباء كورونا في الكويت أسوة بباقي دول العالم، هناك انتقادات لاذعة وتذمر من كل إجراء تتخذه وزارة الصحة وحتى يومنا هذا، وللحق بعض تلك الانتقادات في محلها، أما أغلب تلك الانتقادات فلا معنى له، إلا استمرار للنهج الذي اتبعه البعض حتى من قبل تلك الجائحة في التذمر والانتقاد القاسي والفوري والسخرية لكل ما يصدر من قرارات أو إنجازات في كافة المجالات وعلى جميع المستويات، حتى أصبح التذمر من كل شيء وانتقاد كل شيء في الكويت وحال صدوره، سمة وعلامة لبعض المواطنين من مدمني الانتقاد والتذمر، كما أن هناك مجموعة كبيرة من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، ممن يتبعون الحسابات الوهمية التي وظفت وسخرت للإساءة إلى الكويت ويعملون على ترديد ما تنشره تلك الحسابات دون تثبت، إذا كان الانتقاد والتذمر والهجوم القاسي على كل شيء في الكويت مفهوما من قبل أصحاب الحسابات الوهمية الموظفة للإساءة للكويت، ولكن من غير المفهوم ومن غير المنطقي ممارسة هذه الهواية وهذا النشاط المحموم في النقد والتذمر من بعض المواطنين.
لنتفق بداية أن الكويت ليست الدولة الفاضلة، وبها ما يرجى إصلاحه الكثير الكثير وعلى كافة المستويات، وهناك الكثير من القرارات ليست على قدر الطموح العام أو الشخصي، ولكن نؤكد هنا أن الكويت وطن لا مثيل له، صغير في مساحته، كبير في عطائه غير المحدود وعلى جميع الأصعدة، ويكفي هنا أن مواطنيها مكفولون من المهد إلى اللحد، ولو عدّدنا ما يمنحه هذا الوطن من امتيازات يتمتع بها المواطن عن غيره في بقية الدول، لا تكفيها المجلدات، ومن ينكر ذلك فهو لا يعرف طريق الإنصاف.
ونأتي إلى بيت القصيد من هذا المقال، وأشير هنا إلى البعض، إلى القلة، ولا أعمم.. ما همك وما غايتك من الهجوم على وطنك؟ وهو السكن والملاذ، وهو بمنزلة الأم الحانية على أولادها، ما همك وما غايتك من ممارسة التذمر من كل شيء وممارسة النقد السلبي والسخرية من كل ما يصدر من قرارات، أو على ما يتم من إنجازات على جميع الأصعدة!
السؤال هنا: هل هجومك المستمر والقاسي على كل شيء في وطنك هو ما تعتقده ممارسة لحرية الرأي؟ فإذا كان ما تراه هو كذلك، إذن فمن المؤكد أنك تعرف أن النقد يبني ولا يهدم، وما تمارسه من نقد سلبي بشكل مستمر هو هدم للثقة في وطنك، وإن كان هجومك على وطنك بمناسبة وغير مناسبة هو للنقد فقط أو للشهرة (يعني من طق طبله قال أنا قبله) أو مثل ما يقول المثل (مع الخيل يا شقرا)! فأرجوك أخي الكريم أعد النظر في ممارسة هذه الهواية، فالوطن يحتاج منا إلى التصويب والانتقاد البناء لا التجريح.
وليعذرني القارئ الكريم ولعلنا لا نخطئ في حق أحد، إذا قلنا إن هناك شعورا لدى الكثير من المواطنين المخلصين أن وراء الأكمة ما وراءها، وان انتقاد البعض وتذمرهم من كل شيء وعلى كل شيء في الكويت وبكل مناسبة، وراءه غاية واحدة وهدف محدد هو الإضرار بسمعة الكويت والحط من قدرها بين الدول، وهناك من المتذمرين المنتقدين الدائمين هم على خلاف مع الحكومة وهذا حقهم، ونأمل ألا ينعكس تذمرهم وانتقادهم للحكومة على سمعة الوطن، فالحكومات متغيرة والوطن الغالي باق لنا جميعا سالماً شامخاً عزيزاً حماه الله من كل مكروه.