سلطت الأضواء مجددا على برنامج إيران النووي في نيويورك، حيث تلتقي الأطراف الرئيسية في هذا الملف خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما طرح الملف أيضا على المؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته الـ 65، الذي بدأ أمس في فيينا.
وخلال كلمته في مؤتمر الوكالة الذي بثته قناة الإخبارية السعودية، أكد وزير الطاقة السعودي سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان موقف المملكة بضرورة خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومنع إيران من حيازة السلاح النووي.
وقال إن المملكة قلقة من عدم التزام إيران بالاتفاقيات الدولية، وكذلك عدم شفافية طهران مع وكالة الطاقة الذرية مما يشكل «تهديدا» في منظومة منع الانتشار. وأضاف ان المملكة تدعم جميع الجهود الدولية الرامية الى منع إيران من حيازة سلاح نووي.
وعلى هامش الاجتماع عقد لقاء ثنائي بين أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وأمين عام الوكالة الذرية الإيرانية محمد إسلامي للبحث في تعاون طهران مع الوكالة وتحديد موعد جديد لزيارة غروسي إلى إيران. وقال غروسي: «نريد مناقشة الأمور الطارئة الخاصة ببرنامج إيران النووي قريبا بطهران».
بدوره قال إسلامي إن سياسة الضغوط القصوى على إيران ستفشل. ونقلت قناة (العالم) عن إسلامي قوله امس بوجوب إدانة أي هجوم يستهدف منشآت نووية سلمية. وأضاف إسلامي في تصريحات نشرتها القناة الإيرانية الرسمية، أن إيران تسعى إلى مفاوضات تهدف إلى تحقيق النتائج لرفع العقوبات المفروضة عليها.
ورغم إصرار طهران على الطبيعة السلمية لأنشطتها، فإن سلوكها الأخير يقلق الخبراء في وقت توقفت فيه المحادثات الديبلوماسية.
ووفقا لبنود الاتفاقية المبرمة في فيينا العام 2015 مع القوى العظمى (الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا)، وافقت إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% كحد أقصى مع سقف محدد بـ 202.8 كليوغرام.
وتكمن العملية في زيادة نسبة النظائر الانشطارية في اليورانيوم، خصوصا في أجهزة الطرد المركزي.
اليورانيوم الطبيعي المستخرج من الأرض يضم 99.3% من اليورانيوم 238 غير قابل للانشطار. ويشكل الجزء الانشطاري، وهو يورانيوم 235، نسبة 0.7% فقط. هذا اليورانيوم المخصب بنسبة تتراوح بين 3 و5% يستخدم لتزويد محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء.
لكن ردا على قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 الانسحاب من الاتفاق، حررت إيران نفسها تدريجا من التزاماتها.
وهكذا بدأت في تجاوز الحد المسموح به أثناء التخصيب بنسبة تصل إلى 5%. وبحسب أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد راكمت حتى نهاية أغسطس 2441.3 كيلوغراما من اليورانيوم، أي أكثر بـ 12 مرة الحد المسموح به.