يخطئ من يظن أن يوم القلب العالمي الذي يوافق 29 سبتمبر هو مناسبة طبية فقط ويقتصر الحديث فيه على الأطباء، فالوقاية من أمراض القلب هي منظومة حياة صحية متكاملة وإجراءات يشارك فيها جميع الأفراد في المجتمع بما في ذلك المجتمع المدرسي وأصحاب العمل والعاملون في مختلف التخصصات وأماكن العمل.
وترتبط أمراض القلب ببعض عوامل الخطورة مثل التدخين والسمنة وزيادة الوزن والخمول البدني وجميعها مرتبطة بنمط الحياة اليومي، ومن لا يهتم بأنماط الحياة الصحية فإن ذلك يؤدي إلى زيادة أمراض القلب ومن ثم الحاجة إلى العلاج بالمستشفى والإجازات المرضية وبعدها التأهيل والتقاعد الطبي لاحقا مما يضاعف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على برامج التنمية.
وهناك العديد من الدراسات عن الأعباء المترتبة على أمراض القلب وتكلفتها العالية على الاقتصاد والتنمية، ولذلك كانت أهمية التصدي والوقاية من أمراض القلب بتغيير أنماط الحياة مثل التغذية الصحية عالية المحتوى من الألياف والخضراوات والفواكه وقليلة المحتوى من الأملاح والسكريات بالإضافة إلى مزاولة النشاط البدني لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا ولمدة لا تقل عن خمس مرات أسبوعيا مع الإقلاع الفوري عن التدخين بكل صوره وأشكاله.
وعادة عند حلول يوم القلب العالمي تعرض الدول ما لديها من دراسات وإحصاءات عما يتعلق بأمراض القلب وتفصح عن خططها للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وفي مقدمتها أمراض القلب التي تشكل السبب الرئيسي للوفيات في العالم، وكذلك تقوم الدول بمراجعة تشريعاتها في مجال الوقاية من عوامل الخطورة ومدى الجدية في تنفيذ تلك التشريعات، وخصوصا تلك المتعلقة بمكافحة التدخين والالتزام بالاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ لمنظمة الصحة العالمية.
وفي هذه المناسبة، تطلق جمعيات النفع العام ذات العلاقة بالصحة والمجتمع المدني مبادراتها وجهودها للتوعية والاكتشاف المبكر لعوامل الخطورة من خلال حملات الفحص الطبي كما هو لدينا في الكويت بالوحدة المتنقلة لجمعية القلب الكويتية، وتقوم بإجراء تحاليل الدم لقياس نسبة السكر والكوليسترول والوزن والطول ونشر رسائل التوعية على كل أفراد المجتمع.
ووفقا لما هو منشور على موقع منظمة الصحة العالمية عن نتائج المسح الصحي لعوامل الخطورة للأمراض المزمنة غير المعدية بالكويت فإن معدل التدخين تجاوز 20% ومعدل التغذية غير الصحية تجاوز 80% بينما معدل الخمول البدني تجاوز 80% ومعدل زيادة الوزن تجاوز 70% أما معدل السمنة فقد تجاوز 40% وهذه المؤشرات يجب أن تكون منطلقا لبرامج متكاملة متعددة التخصصات للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وفي مقدمتها أمراض القلب.
وتشير الدراسات إلى انتشار الأمراض المزمنة وأمراض القلب بين كبار السن وتزايد معدلاتها مع التقدم في العمر، ومن ثم كانت أهمية دمج الوقاية والتصدي لأمراض القلب ضمن الاستراتيجية وخطط العمل الوطنية لصحة كبار السن.