- العملاق الصيني «ايفرغراند» آخر الشركات المهددة بالانقراض بعد تفاقم ديونها إلى 4.2 مليارات دولار
شريف حمدي
بعد أن كانت ملء السمع والبصر وبلغت شهرتها الآفاق.. طوتها صفحات التاريخ بإعلان الإفلاس المفاجئ أو المتوقع.. أو انها تفلتت من مقصلة الإفلاس ولكنها لم تعد داخل دائرة الضوء وأصبح ذكر اسمها صادما للذاكرة قصيرة المدى.
هي كيانات مالية عملاقة بعضها تحول إلى اساطير بسبب ملاءتها المالية الضخمة وانتشار فروعها في كل اصقاع المعمورة، ولأسباب مختلفة استدارت عنها الشمس كما حدث للامبراطورية البريطانية التي كانت تلقب بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس.. وهذا غيض من فيض لنماذج بارزة لكيانات اقتصادية عملاقة سقطت في بئر النسيان أو أنها على حافة السقوط.
«ايفرغراند»
يترقب العالم في هذه الآونة ماذا سيحدث للتنين العقاري الصيني شركة ايفرغراند التي تعد من أكبر 500 شركة بالعالم.. وأرقام أداؤها المالي مذهلة حتى 2018.. إلا انها ولأسباب محلية كان أول تخلف لعملاق العقار الصيني عن سداد مدفوعات دين بـ4.2 مليارات دولار، وهو ما أدى إلى تخفيض التصنيف الائتماني، ومع تكرار التخلف عند السداد انخفض التصنيف مرة تلو الأخرى.
وجاءت جائحة كورونا لتعمق جراح «ايفرغراند» من خلال تقويض محاولات تنشيط البيع بخصومات وصلت لـ 30%.. وتكمن المشكلة الكبرى في أن الشركة مرتبطة بـ128 بنكا و121 مؤسسة مالية.. لذا فهي تشكل خطر على النظام المصرفي والمالي الصيني حسب تقرير للاستقرار المالي الصادر عن البنك المركزي الصيني.
«ليمان براذرز»
بحلول سبتمبر 2008، أسدل الستار على مسيرة أحد أعرق القلاع المصرفية في الولايات المتحدة الأميركية الذي تأسس في 1850، وذلك بالإعلان الرسمي عن إفلاس بنك ليمان براذرز، الذي يعد أكبر ضحايا الأزمة المالية التي هزت أعمدة أكبر الكيانات الاقتصادية العالمية في 2008، حيث واجه البنك خسائر غير مسبوقة بسبب استمرار أزمة الرهن العقاري التي طلت برأسها بسوق العقارات الأميركي في 2007، وتسبب هذا الإفلاس في أزمة مالية وأزمة ثقة وجلب ركودا كبيرا انتشرت تداعياته السلبية حول العالم بالتسلسل التفاعلي لنظرية Domino Effect.
«توماس كوك»
استفاق العالم في 23 سبتمبر من عام 2019 على صدمة مدوية، وهي إفلاس توماس كوك أقدم شركات السياحة والسفر في العالم، وكان الخروج من دائرة الضوء بسبب المنافسة الشرسة مع شركات السفر عبر الانترنت، وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي brexit، فضلا عن الاضطرابات السياسية في كثير من الأسواق الرئيسية التي كانت تمثل ركيزة أساسية للنشاط التشغيلي للشركة الرائدة في هذا المجال، ومع استمرار تردي الأوضاع كتبت ديون توماس كوك التراكمية نهاية مشوار دام لنحو 178 عاما.
«انرون كورب»
هزّ سقوط واحدة من أكبر 10 شركات للطاقة بالولايات المتحدة في ديسمبر 2001 اركان «وول ستريت»، ويظل سبب انهيار هذه الشركة مثالا لا يغيب عن أذهان العاملين بالجهات المحاسبية، حيث نجحت انرون كورب عبر سنوات في خداع الجهات التنظيمية من خلال بيانات مالية متلاعب بها لفترات مالية عديدة، وذلك بإخفاء الخسائر التراكمية عن طريق نظام محاسبي يطلق عليه «mark-to-market accounting»، يقيس قيمة الأوراق المالية بناء على قيمتها السوقية بدلا من قيمتها الدفترية، ورغم ان هذه الممارسة الملتوية ساعدت الشركة في إخفاء خسائرها وإظهارها بصورة اكبر من حجمها لسنوات، إلا أنها أدت في نهاية المطاف إلى زوال الشركة للأبد.
«كوداك»
من أسطورة التصوير الفوتوغرافي إلى طي النسيان، حيث تكتفي الشركة التي ذاع صيتها في كل انحاء العالم ببيع بعض الاكسسوارات، وكان لانتشار الكاميرات الرقمية كالنار في الهشيم الدور الأكبر في زوال شمس الاسطورة كوداك، التي كانت مصنفة كخامس أهم علامة تجارية بالعالم في زمن مضى.
«نوكيا»
لم يتوقع أكثر المتشائمين أن تغرب الشمس عن عملاق الهواتف المحمولة بالعالم، فالشركة الفنلندية كانت تحظى بالنصيب الأكبر من كعكة هذه الصناعة، حيث كانت حصة نوكيا السوقية 50% على مستوى العالم في 2007، وبعد مبيعات حققت بها اكتساحا مبهرا فقدت الشركة أهم صفر في مسيرتها وأصبحت حصتها السوقية 5% فقط في عام 2013، وتعددت الأسباب وراء انهيار العملاق الجوال، ولكن أهمها هو عدم القدرة على مواءمة التغيير والابتكار في ظل حدة المنافسة بصناعة يطرأ عليها جديد مع كل مطلع شمس.