بإحساس عميق بصعوبة الشوق ومرار الحنين وبتعابير نابضة بالصدق، متأرجحة بين الحزن والحب والوفاء، يخط عميد كلية التربية في جامعة قطر د.أحمد العمادي أبياتا من الشعر، تعكس مشاعر إنسانية فياضة بالذكريات ورسوخ الماضي وما تمثله الحارة والبيوت والنخيل في مخيلته، حاملة معها آلاما وأوجاعا بسبب الهجر وتصرفات بعض البشر الذين يحملون قلوبا أقسى من حجر، وفيما يلي تلك الأبيات:
ذاك المسا اشتقت لأهلي والربع
واشتقت للماضي وزاد فيني الوجع
وخذني الحنين وزرت حارتنا وفي عيني الدمع
شفت الحزن والهم على جدرانها حط وجمع
والله اعجزت والله أكبرت محد وقف معها وفزع
شاخت وشحبت كل انواع الحزن فيها اجتمع
قالت لي أنت فلان أعرفك بالطبع
ايش ذكرك فيني بعد كل هالسنين
ايش رجعك ذكرى ولا باقي حنين
مثلك قليل اللي أرجعوا متندمين
من أطلعوا كل شيء لقوا إلا الوفا
وحب صادق ما لقوا وتفرقوا متحسفين
إنتوا البشر قلوبكم صارت حجر
وحتى الحجر مرات في طبعه يلين
بلغ سلامي للاهل ويا الربع
ما زلت اذكرهم وانا قلبي حزين
مروا علي لو بالغلط
احن لشوفتكم بعد يا غايبين
حبي لكم يللي هجرتوني بعد
حبي لكم بين الضلوع حب دفين
بيوتكم باقية بعد وشاهدة
لكنها صارت جسد من غير روح يا معين
مريت ومرت ذكرياتي مسرعة
وحنيت للماضي وللحارة واهلها الطيبين
ودعتها وقلت لها أنت الاصل
أنت النخل يا أحلى ماضي الأولين