ما تحقق في وزارة الداخلية خلال الأشهر القليلة الماضية أوجزها الشيخ ثامر العلي بالنقلة النوعية، وهذا بالفعل الوصف الدقيق الذي حدث إبان تولي العلي مهام عمله، فنجده أحدث ما يشبه الانقلاب في قبول الطلبة الضباط واستحدث القرعة، فالقبول بنظام القرعة انهى المحسوبية والواسطة وأوجد عدالة كنا ننشدها بين أبناء الوطن الواحد. قبل تطبيق هذه الآلية لم يكن يخفى على احد ان قبول الشباب كضباط من المستحيلات ما لم يعثر على واسطة من متنفذ حتى وان كان الطالب تنطبق عليه كامل شروط القبول، وكان جل اهتمام الآباء البحث عما يمكنه من إلحاق ابنه في الأكاديمية، وطبيعي ان يكون القبول مرهونا بأن يقدم المواطن التنازل لعضو في المجلس او شخص ينوي الترشح.. الخ، ايضا لا يخفى على احد اعلاء التوريث في العمل الشرطي، بمعنى ان غالبية ابناء قيادات الوزارة كان مصير ابنائهم شبه محسوم بالقبول في الداخلية، وابرز دليل على ذلك الاسماء التي كان يعلن عنها في حفلات التخرج، فنجد غالبيتهم من ابناء الضباط او المحسوبين على عوائل او قبائل.
ليس هذا فحسب فنجد خلال مرحلة تولي الوزير انه أعلى العمل الميداني ونفذه على أرض الواقع وخلال الحظر الجزئي والكلي كان الوزير يقوم بجولات مكوكية على النقاط الأمنية ويلتقي بأبنائه واخوانه الضباط وضباط الصف لرفع معنوياتهم والتأكيد على انه بينهم، وكان شديد الحرص على القيام بوجباته حيال شهداء وزارة الداخلية، كما يحسب للوزير ووكيل الوزارة تحريك المياه الراكدة في ملاحقة مخالفي الاقامة من جهة تنفيذ حملات للقبض عليهم، أما فيما يتعلق بالقطاعات الخدمية فأحدث فيها نقلة نوعية من جهة التوسع في استخدام التكنولوجيا في خدمات شؤون الاقامة والخدمات المرورية وفتح ابواب مكتبه اسبوعيا، ووجه الوكلاء بالإجراء نفسه للاستماع إلى شكاوى المواطنين والمقيمين وحلها وفق القانون.
وزير الداخلية وخلال لقائه مع وكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ فيصل النواف، بمناسبة صدور مرسوم تعيينه وكيلا للوزارة، وصف الفريق النواف بما يستحق حينما اكد انه من القيادات الأمنية المتميزة والتي لديها خبرات أمنية عبر توليه العديد من المناصب في وزارة الداخلية، نأمل من الله أن يعين الشيخ فيصل على المهام العديدة والملفات التي تنتظره، خاصة فيما يتعلق بتسكين الشواغر ووضع الخبرات في الأماكن المناسبة، وأتمنى ايضا النظر في قيادات امنية لاتزال في ديوان الوزارة بما له من خبرة ومعرفة بهم ومنحهم مناصب يستطيعون من خلالها خدمة وطنهم، وأخص بالذكر العميد بدر الغضوري، وأعتقد انه بذل جهودا كبيرة ومخلصة في التصدي لأخطر مشكلة نواجهها خاصة مع انتشار المواد المخدرة بشكل لافت، ورجل بخبرة الغضوري سيحدث فارقا، وأخيرا آمل ان تحظى قضية المخدرات صدارة أولويات الوزير والوكيل.