[email protected]
لا أرى لهم حلا، لأن الجهالة طبعهم والجهل فاش بين الناس!
اليوم الشبكة العنكبوتية تحكم (الرأي) في العالم من أقصاه إلى أقصاه، رضي من رضي وزعل من زعل!
الشبكة العنكبوتية أو ببساطة كما تسمى (ويب) هي الإنترنت الذي ظهر في عام 1975 وليس شبكة الإنترنت بأكملها وأذرعها العجيبة من (تويتر - فيسبوك - انستغرام ـ يوتيوب ـ سناب شات..).
الإنترنت اليوم نظام عميق ومظلم وجوجل واجهته قوى التشفير لأن فيه الكثير من الرسائل السرية ويستخدم كل هذا بطريقة سرية للغاية وفي أنشطة مشروعة وغير مشروعة وهو فرصة أيضا للاصطياد بكل أنواعه ولعل (الميديا) الآن وأقصد بها التواصل الاجتماعي هي الشبكة العالمية التي تطرح بها الآراء المختلفة، كما ان هذه الشبكة العنكبوتية أفادت العالم أجمع إلا أن لها مثالب كثيرة، وهي للأسف أبرزت (جهلاء) وفرضتهم وصاروا يشكلون الرأي العام!
لن أعيب الشبكة العنكبوتية لكنني أكيد لست مع بروز وظهور الجهلاء الذين أضروا (أجيالنا الحاضرة) من الشباب، وآمل أن تجد منظومة الإنترنت طريقة لفرز الجهلاء وعزلهم حتى لا يستمر هذا (التجهيل) الإلكتروني!
أعود الى قاعدتنا الشرعية التي تتضح في قوله تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) الزمر: 9.
يقولون: الجاهل عدو نفسه، فكيف يكون صديق غيره؟
أما «أبوتراب» الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيقول: «لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب».
ونحن في ملتقيات الحياة من دواوين ومنتديات حوارية وفكرية وثقافية، (نحن الجيل الكامل المخضرم) تعلمنا: «إذا جهلت فاسأل، وإذا زللت فارجع، وإذا أسأت فاندم، وإذا ندمت فاقلع».
أنا اليوم حديثي مع قارئي ليس حول «الإنترنت»، لكن رسالتي تدور حول «الجهل والجاهل»؟
يقول الشاعر المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ومن البلية عذل من لا يرعوي
عن جهله وخطاب من لا يفهم
وأنت تقرأ أشعار أبي العلاء المعري الساخرة دائما قف معي وتمعن الشطر والكلمات والمعاني وكأنه يعيش في زماننا هذا، يقول:
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
تجاهلت حتى ظن أني جاهل
قد يعاتبني البعض على فتحي لهذا الموضوع والناس أعداء ما جهلوا، انظروا في «التواصل الاجتماعي» هناك (جهلة كثر) يتصدرون المشهد وهم، والله (جهال) ولا أقصد هنا العمر، إنما (الجهل) الذي يفرضونه علينا عبر (الميديا)، والأتباع بالآلاف!
لقد تعددت ظهور شخصيات تتناول الشأن العام وتخوض في موضوعات تحتاج الى اختصاص وخبرة، ما جعلني أكتب اليوم (رحماك بنا) فالخير الوحيد في العالم هو المعرفة والشر الوحيد هو هذا (الجهل) الذي تمارسونه علينا، فالجاهل صار حكيما والفاجر المرتشي مؤمنا، واللئيم الوضيع كريما!
٭ ومضة: أدعوك عزيزي القارئ كي تنسى قليلا الجهل والجهلاء وتعيش معي في حضرة الشاعر الجاحظ يقول:
يطيب العيش أن تلقى حكيما
غذاه العلم والظن المصيبُ
فيكشف عنك حيرة كل جهلٍ
وفضل العلم يعرفه الأديبُ
سقام الحرص ليس له دواء
وداء الجهل ليس له طبيبُ
٭ آخر الكلام: ما أجمل قرآننا الكريم، اقرأ وتفكر وفسّر:
قال تعالي: (.. وأعرض عن الجاهلين) الأعراف: 199.
وفي قوله تعالى: (.. قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور..) الرعد: 16.
وقوله تعالى: (.. فتبينوا أن تُصيبوا قوما بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات: 6.
٭ زبدة الحچي: تبقى النصيحة في هذا الزمان، احذروا الجاهل، أكثر من حذر عدوكم فربما عدو عاقل خير من عدو جاهل، اليوم هناك (جهلاء) ركبهم الغرور والكبر، لأنهم يملكون أدوات يشنعون فيها ما يريدون أن يقولوه في فضاء مفتوح، وعقول للأسف كثيرة مغلقة. والسؤال: من أوصل هؤلاء الجهلاء، ألسنا نحن؟!
في أمان الله..