- د.فاطمة الكندري: اعتماد تغذية النحل على أزهار السدر استعداداً لموسم جني عسل السدر الأفضل في البلاد وشبه الجزيرة العربية
- زينب الجزاف: مربو النحل يختارون مناطق آمنة كثيرة الأشجار تتوافر فيها مصادر الرحيق وغالباً ما تكون المناحل في الوفرة والعبدلي
يستعد النحالون في الكويت لتدعيم المناحل للموسم الثاني للعسل بعد فصل الصيف وانخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الخريف هذا الشهر انتهاء بفصل الشتاء مع الانخفاض الكبير بدرجات الحرارة أواخر نوفمبر وبداية ديسمبر.
وقالت رئيسة قسم بحوث وقاية النبات في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية د.فاطمة الكندري لـ«كونا»: إن ذلك يأتي بالاعتماد على تغذية النحل على أزهار شجر السدر استعدادا لموسم جني عسل السدر والمشهور بالكويت والذي يعتبر الأفضل في البلاد ومنطقة شبه الجزيرة العربية.
وأضافت الكندري أن العسل قد يختلف في لونه ورائحته ومذاقه باختلاف رحيق الزهور الذي تغذى عليه، مما يؤدي بدوره لاختلاف الخواص الكيميائية له ولتنوع أصناف أشجار السدر في الكويت.
وأوضحت أن النحل يتغذى على أشجار السدر التي يزدهر مرعاها في بداية الشتاء ويبدأ من أول أكتوبر حتى نهاية نوفمبر ويستغرق في إنتاجه 40 إلى 50 يوما تقريبا.
وذكرت د.الكندري أن العسل الكويتي يمتاز بجودته العالية إذ حل في المركز الأول عالميا كأفضل عسل مستخرج ومعبأ عن عسل السدر في مؤتمر دولي الذي عقد في كوريا الجنوبية في عام 2015 وفي عام 2018 حقق عسل السدر الكويتي المركز الثالث عالميا من بين 2050 عينة عسل من 47 دولة.
وبينت أنه خلال السنة الماضية تأثرت عمليات استيراد طرود النحل بسبب إغلاق حركة الطيران التجاري وخصوصا المباشر مع مصر التي تعتبر المورد الأول لطرود النحل المصري الكرنبولي - هجين الأول- وهو من أفضل أنواع النحل الملائم للبيئة الكويتية ويعتمد عليه النحالون في الكويت وهو السلالة الشائع استيراده بالكويت.
ولفتت د.الكندري إلى أن إجمالي عدد الطرود المستوردة خلال 2020 بلغ 54440 طرد نحل بواقع 9840 طردا في فبراير لموسم الربيع و44600 طرد وكان أغلبها عن طريق الترانزيت مما أثر سلبا على صحة وسلامة النحل.
وأشارت الكندري إلى أنه مقارنة بالسنوات السابقة بلغ عدد طرود نحل العسل المستوردة في عامي 2018 و2019 عدد 73502 طرد و84630 على التوالي ومع بداية 2021 كان الطيران المباشر متوقفا وبلغ عدد الطرود المستوردة لنحل العسل 3020 طردا لموسم الربيع في فبراير ومارس 2021.
وبينت أنه مع افتتاح الطيران التجاري بدأت تتوافد شركات استيراد طرود نحل العسل من جديد لتستعيد عافيتها إذ بلغ عدد الطرود المستوردة منذ سبتمبر 2021 ما يقارب 25376 حتى منتصف سبتمبر ومازال استخراج تصاريح استيراد طرود نحل العسل مستمرا من قسم بحوث وقاية النبات التابع لقطاع الثروة النباتية في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.
من جانبها، قالت الباحثة في وحدة النحل بالهيئة زينب الجزاف لـ «كونا» إن مربي النحل يقومون باختيار المناطق آمنة كثيرة الأشجار تتوفر فيها مصادر الرحيق غالبا ما تكون المناحل في منطقتي الوفرة والعبدلي الزراعيتين وبعض الهيئات والمدارس والمساكن القريبة من الحدائق العامة في مدينة الكويت.
وأضافت الجزاف أنه ضمن سياسة تخضير الدولة قامت الهيئة بزراعة أنواع مختلفة من الأشجار يتقدمها السدر والكينيا بجانب بعض أشجار الصفصاف والشجيرات الحولية كذلك قامت بعض الجمعيات والمبادرات التطوعية بنشر وزراعة شتلات من الشجيرات في مختلف مناطق الكويت.
ولفتت إلى انتشار أشجار السدر والكينيا في الطرقات وحول الجسور وهي من أفضل ما يتغذى عليه نحل العسل في الكويت والتي انتشرت بها المناحل الجوالة في حين تنبه الهيئة إلى ضرورة الابتعاد عن وضع المناحل بالحدائق المنزلية والقريبة من المساكن لعدم إحداث الضرر للمارة أو الجيران حيث تكثر شكاوى المواطنين خلال مواسم إنتاج العسل بالكويت من وجود مناحل في المناطق السكنية وإلحاق الأذى مما يضطر الهيئة للتدخل أحيانا لإزالتها بعد الإجراءات المتبعة.
وذكرت أنه في موسم إنتاج وجني عسل السدر الكويتي يقوم النحال بفرز محصوله من العسل أكثر من مرة في السنة حسب نوع المحاصيل الموجودة بالمنطقة وبما أنه في شهر نوفمبر تحديدا هو موسم أشجار السدر حيث ان مواعيد تزهير السدر يبدأ من 5/9 إلى 5/11 لذا على النحال أن يستفيد من تعدد المواسم التي تعود عليه بعدة فوائد.
وعرضت الجزاف من بين تلك الفوائد ضمان الحصول على أنواع مختلفة من الأعسال وبيعها بأسعار مناسبة وتنشيط النحل لجمع محصول أكبر مما لو ترك العسل في الخلية والاقتصاد في شراء شمع الأساس والإطارات وصناديق العسل نظرا لإعادة استعمالها بعد كل فرزة.
وقالت الجزاف إنه مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة يجب على النحال حماية النحل من برودة الجو لذا هناك بعض الطرق البسيطة والسريعة لحماية خلايا النحل خلال فصل الشتاء مثل تدفئة النحل بوضع الخيش تحت الأغطية العلوية للخلايا وتعديل باب الخلية على الفتحة الشتوية.
وأشارت أيضا إلى أنه تتم مقاومة دودة الشمع إن وجدت وتغذية الطوائف بالعسل خلال أشهر الشتاء ووضع الشرائط المقاومة للفاروا لشهر إلى شهر ونصف الشهر فقط.