ما أحلى العودة إلى الحياة الطبيعية، بعد مرارة إجراءات التحرز من «كورونا».
ومن ذلك العودة إلى المدارس، لكن مما يكدر الخواطر أن أطفالا يعيشون بيننا، ولكن ستغلق الأبواب في وجوههم لأن آباءهم من فئة البدون غير الحائزين البطاقة الأمنية المشروطة بإقرار قسري.
صحيح أن الحكومة استثنت فئات منهم كأبناء العسكريين، ووفقت على إنشاء الصندوق الخيري للتعليم «عام 2004» الذي يهدف إلى دفع رسوم الطلاب البدون الذين يسجلون في المدارس الأهلية الخاصة، ولا نعلم هل مستمر أم توقف بسبب توجيهات رسمية ملزمة للمؤسسات الحكومية وللجمعيات التعاونية وشركات القطاع الخاص ولجان الزكاة والجمعيات الخيرية والأوقاف بعدم تعيينهم وعدم مساعدتهم من أموال الزكوات وتبرعات الصالحين ما لم يقدموا بطاقة أمنية مجددة!
يعني لا ترحم، ولا تسمح لأحد بأن يرحمهم، مما يهدد بتفشي الأمية بين هؤلاء الأطفال ومخالفا للاتفاقيات الإنسانية في منع المساس بحقوق الأطفال.
وعلينا أن نتخيل الأخطار الأمنية والاجتماعية في مجتمعنا من وجود شباب جهلة يملكون طاقات عالية، تقع فريسة لمن يستغلهم في الخراب، في الوقت التي تتسابق الدول في استثمار هؤلاء الشباب لتأهيلهم تعليميا، وآخرها الجامعة القاسمية في الشارقة التي فتحت أبواب التسجيل للطلاب من أي دولة مجانا مع راتب وسكن وتأمين طبي وتذكرة سفر كل سنتين.
على الأقل لنعتبرهم خطة ولو بعيدة المدى، لإحلالهم كعمالة متعلمة ومتدربة ومنتجة ومتعايشة مع تقاليد المجتمع الكويتي، بدلا من العمالة الهامشية الأجنبية السائبة التي تشكل عالة وعبئا ثقيلا على التركيبة السكانية الكويتية.
***
من أقوال الإمام الرضا (ع):
«اتقوا الله أيها الناس في نعم الله عليكم فلا تنفروها عنكم بمعاصيه بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه».
«احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم».
(ذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام 17 صفر 203هـ على يد الخليفة العباسي المأمون)
[email protected]