باتت ظاهرة تضخم الدرجات ظاهرة عامة عبر جائحة كورونا، وهي ليست مقصورة على مرحلة دون مرحلة أخرى، فتضخم الدرجات ظاهرة أخذ يعاني منها جميع المعلمين والتربويين والأساتذة لجميع المراحل الدراسية من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الجامعية.
الأسباب: لن نسلط الضوء على الأسباب، فالكل يعترف بأن ظاهرة تضخم الدرجات ظاهرة جديدة على التعليم في جميع أنحاء العالم العربي والغربي والأميركي نتيجة التعلم عن بُعد بعد أن احتاجت «كورونا» كوكب الأرض.
الأجمل اعترافات ولي الأمر: والأجمل في الموضوع أن ولي الأمر نفسه يعترف بأن تفوق ابنه يعود إلى كورونا، وإلى التعلم عن بُعد، خاصة إذا كان ابنه غير متفوق في السنوات التي سبقت كورونا.
والمبكي أن ولي الأمر المثقف المتعلم يقوم بحل الاختبار نيابة عن ابنه بطرق مختلفة، فبرنامج التيمز يسمح للطالب بأن يضع إيميله (بريده الإلكتروني) على أكثر من جهاز، فالطالب في الاختبار يفتح الكاميرا ومن جهاز ثان يفتح ولي الأمر الاختبار ويحل ويرسل الإجابة.
أما إذا كان ولي الأمر غير متعلم فيستعين الطالب بالمدرس الخصوصي أو بالقروب الجماعي مع زملائه الطلبة، ويتناقلون الإجابات بالقروب وتكون النتيجة حصول جميع الطلبة على الدرجة النهائية الكاملة في الاختبار.
يكون هدف الطالب أن يرفع معدله وأن يتخرج حتى وإن لم يفهم شيئا، فالحياة كفاح وهو غير قادر على هذا الكفاح، وقد وهبت كورونا الفرصة السانحة للغش ولرفع معدله ولنجاحه بتفوق دون أن يبذل الجهد.
إن بعض الظن إثم: وفي المقابل هناك فئة من الطلبة المتفوقين الذي درسوا وكافحوا وأجابوا عن الأسئلة في الاختبارات دون مساعدة ودون غش.
وهنا لا يمكن أن يحكم الأستاذ أو المعلم على الطلبة بعدم اعتماد درجة التيمز بحجة الغش لأن هناك فئة من الطلبة لم تعتمد على الغش إطلاقا.
يبقى ديننا الحنيف هو المرجع (إن بعض الظن إثم) وبما أن الأستاذ لم يشاهد بعينه الغش ولم يلاحظ أي فعل غريب يدل على أن الطالب قد غش فعلا، فعليه أن يرصد الدرجات كما وصلت إليه عبر برنامج التيمز دون التشكيك بها أو بالطالب.
تضخم الدرجات فرصة للانتقام: ورأت جهة الإدارة أن ظاهرة تضخم الدرجات فرصة للانتقام من بعض العلماء ومن بعض الأساتذة الذين يكنون لهم البغضاء والكراهية والغيرة، فأخذوا يصطادون في المياه العكرة، ويقرون بأن تضخم الدرجات لا بد أن يعاقب عليه القانون، حيث تتم معاقبة الأستاذ المغضوب عليه، وتشكيل لجنة غير حيادية، وذلك لإثبات التهمة على الأستاذ بأي طريقة، ويتحد أعضاء اللجنة والصوت للأغلبية ليرصدوا قرارهم في معاقبة هذا الأستاذ.
موت الضمائر: عندما تموت الضمائر ينتشر الفساد الإداري وينتصر الظلم، ويدفن العلماء أحياء ويكبلون بالتهم وهم عنها براء، وعندما يصل الظلم لهؤلاء العلماء ولهؤلاء الأساتذة ولهؤلاء المعلمين فقد ضاع البلد، فموت الضمائر يعني موتا للأوطان.
إن المعلم هو عماد الأوطان وهو صانع الأجيال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير حتى النملة في جحرها والحوت في البحر».