تزامنا مع قرار وزارة التربية الملزم للعاملين في المدارس بمسحة أسبوعية لغير المحصنين بالتطعيم، اعتصمت جموع أمام مبنى الوزارة معبرة عن رفضها لقرار المسحة معللين رفضهم لعدة أسباب، أبرزها رغبتهم في مباشرة عملهم دون تطعيم أو مسحة أسبوعية أسوة بوزارات الدولة المختلفة.
وعند تفحص المشهد بزاوية منفرجة من الصفوف الخلفية تبرز لنا عدة حقائق تبدأ بأن نسبة ليست بقليلة من المحصنين غير مقتنعين بالتطعيم، بل يؤمنون إيمانا كاملا بنظريات المؤامرة، ولكنهم برغم إيمانهم بتلك النظريات لبوا نداء الواقع الذي يفيد بأن التطعيم هو الطريق شبه الوحيد لعودة الحياة الطبيعية، وهذا ما سمح لهم ولأبنائهم بالسفر والترحال واللعب والتجوال، كذلك من يعمل بالمدارس عليه مسؤولية تربوية قبل المسؤولية الصحية بالحرص على صحة المتعلمين وتوفير البيئة الصحية المناسبة لهم، بجانب ان يكون خير مثل وقدوة بالامتثال لكل ما يصب برافد الصالح العام.
لذلك كان على المعنيين في التربية والصحة توضيح أهمية التحصين على مستوى أنشطة وقطاعات الدولة والتعامل بتقدير مع رافضي التطعيم.
فلقد بينت كثير من الإحصائيات أن السبب الرئيسي للرافضين الرعب من المجهول واتباع دون إدراك الحسابات والمواقع المشبوهة معتقدا انه اذا وجد من يؤيده فإنه يطمئن، ولكن الحقيقة يزداد رعبا، ما يؤدي إلى زيادة التمسك برؤية الرافض المصحوب بخوفه المستمر، سواء كنت مع التطعيم أو ضده وهو حق تكفله قوانين الدولة. يجب ان نعي حقيقة ان عودة الحياة مرتبطة ارتباطا وثيق بالتطعيم.
على الهامش: العاقل من أبدل أحلام يقظته بتعايشه مع واقعه.
[email protected]