ليلى الشافعي
أعلن مفتي مصر السابق د.علي جمعة انه يجوز للمرأة الامتناع عن خدمة زوجها وأولادها، مؤكدا انه يحق لها ان تطالب بأجر عن إرضاعها لأولادها.
وأضاف د.علي جمعة: الزوجة لا تتزوج لكي تصبح خادمة، بل جاءت لمؤانسة زوجها، وعليه نفقتها وجلب خادمة لها وأن خدمتها لزوجها تأتي من باب التفضل، وكان رد علماء الكويت من خلال هذه السطور:
عرضنا آراء مفتي مصر السابق على علماء الكويت، فكانت هذه ردودهم:
بسام الشطي: لا تستقيم الحياة دون خدمتها
يؤكد د.بسام الشطي ان خدمة المرأة لزوجها من باب المعاشرة بالمعروف والتي لا تستقيم الحياة بغيرها ولا تقوم المودة والرحمة والسكينة إلا بها.
وبين ان هناك تفرقة في الحكم بين الواجب والسنة، فالزوجة التي تحب زوجها تبذل جهدها في ترجمة الحب الى العمل تقربا الى الله تعالى، فتؤجر على خدمته وخدمة أبنائها، وعلى المرأة ان تنظر في حالة زوجها، فلو كل امرأة أبت خدمة زوجها لتعسر الزواج وتعقد وتعثر، والأصل التيسير.
وأضاف: ومنذ ان فتحنا عيوننا ورأينا الجدات والأمهات والخالات والجارات والأهل والأقارب داخل الكويت وخارجها كانت تسعد بهذه الخدمة،
بدر الحجرف: يجب على المرأة خدمة زوجها
ويرى الداعية د.بدر الحجرف ان هذا الكلام غير صحيح في أقوال أهل العلم، وأن الصحيح من أقوال أهل العلم انه يجب على المرأة ان تخدم زوجها وتربي أولادها وتحفظ بيتها وزوجها، أما ما يشاع الآن ويقال فليس في الحقيقة بشيء، والأدلة كثيرة في ضرورة ان تخدم المرأة زوجها لما جاء في الصحيحين أن فاطمة رضي الله عنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه ما تلقى في يديها من الرحى وتسأله خادما، فقسّم النبي صلى الله عليه وسلم العمل بين فاطمة وعليّ (رضي الله عنه)، فاطمة تعمل في البيت وعليّ يعمل في الخارج.
سعد العنزي: نعم الزوجة ليست خادمة
ويرى د.سعد العنزي ان كلام د.علي جمعة صحيح، ولكن ليس على الإطلاق لخلاف الفقهاء في طريقة خدمة زوجة لزوجها والتي توسع بها فقهاء المالكية دون غيرهم، لكن يفهم من كلامه ان يجعل القارئ يميل الى طرف دون طرف من غير إظهار التوازن الشرعي، ورأي أهل العلم في المسألة والكلام بهذه الطريقة أعتقد لا تخدم السائل والمتلقي.
وأضاف: نعم الزوجة ليست خادمة ولكن من المعاشرة بالمعروف خدمة زوجها طوعا وليس كرها، وطاعة المرأة لزوجها واجبة بالمعروف وعصيانها عصيان في الشرع، وإن كانت المرأة ممن تخدم في بيت أهلها فعلى زوجها إحضار خادمة وإن كانت غير ذلك فعليها خدمة نفسها، فالعلاقة الزوجية ليست فراشا فقط وإنما معاشرة كاملة بالمعروف، ويراد بالمعاشرة التعامل والسلوك والتعاون بين الزوجين بالعدل والرحمة والتسامح.
عمر الشايجي: مسألة خلافية بين الفقهاء
يقول د.عمر الشايجي في وجوب خدمة الزوجة لزوجها ان هناك خلافا بين الفقهاء، فقد ذهب الجمهور الى انه لا يجب عليها ذلك، وذهب بعض أهل العلم الى الوجوب، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قسّم العمل بين عليّ وفاطمة رضي الله عنهما، فجعل عمل البيت من اختصاص فاطمة، والعمل خارج البيت على علي.
وأضاف الشايجي: لكن الآن يسقط هذا على واقعنا حيث ان المرأة تعمل والرجل يعمل، وبالنسبة لي فرأيي الخاص من باب العشرة بالمعروف (وعاشروهن بالمعروف) وقوله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم) وقوله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا» وقد ذهب جمهور الفقهاء على انه يجب على الزوج ان يخدم زوجته في حال مرضها وأيضا إذا لم تكن مريضة ولكنها تعودت على ألا تخدم نفسها وكان لها خادم في بيت أبيها فإن على زوجها في هذه الحال ان يحضر لها خادمة واحدة.
وأشار الى ان المرأة في عهد النبوة كانت تخدم زوجها كما كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تفعل مع زوجها الصحابي الزبير بن العوام، حيث تعلف فرسه وتكفيه مؤنته وتسوسه وتدق النوى له وتعلفه وتستقي الماء وتعجن وتنقل النوى على رأسها من ثلثي فرسخ.
حمد المزروعي: لتكن خدمتها تفضلاً وليس إجباراً
من جانبه قال د.حمد المزروعي ان الزوجة تخدم زوجها من باب العشرة بالمعروف، ولكن لا تجب خدمته جبرا، كما قال الفقهاء.
وأن المرأة إذا لم تكن معتادة على الخدمة في بيت أبيها او لعدم قدرتها فلا يجوز للزوج إجبارها على الخدمة، بل يأتي لها بخادم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهله في بيته، مؤكدا ان العلاقة الزوجية مبنية على المودة والرحمة وأن يحسن كل منهما للآخر، وأن ما تقوم به الزوجة بشؤون البيت من باب فعل الأفضل وليس من الوجوب، وهذه أمور تخضع للعرف وما نشأنا عليه ونشأ عليه من قبلنا السلف الصالح.