- تمكنا من إنتاج بيض ولحم دواجن عالي القيمة الغذائية يحتوي على أحماض أوميغا 3 المفيدة
- نعمل حالياً مع كبرى المزارع والشركات لنقل تقنيات المشروع لتطوير القطاع الخاص المحلي
- الكويت تستورد كميات كبيرة من مواد صناعة الأعلاف الحيوانية وأي نقص بها يؤثر على الإنتاج
- تخفيض تكلفة العمالة وتحسين كفاءة المياه وتقليل انتشار الأمراض النباتية أبرز نتائج المشروع
- التقنيات المخبرية المحلية تقلل الاعتماد على الخارج وتأهيل الكوادر يحقق الأمن الغذائي
- نسعى لتحسين المنتجات كالطماطم والفراولة والخس وإنتاجها دون مبيدات وأقل كمية مياه
دارين العلي
انتهى معهد الكويت للأبحاث العلمية من تنفيذ مشروع لتطوير تقنيات ونظم متكاملة لتعزيز الإنتاج الزراعي المستدام بشقيه النباتي والحيواني ضمن مبادرات برنامج عمل الحكومة الخاص بتنفيذ خطة التنمية.
وتمكن المشروع من تطوير تقنيات مختلفة ابرزها الزراعة المحمية، وانتاج الأعلاف، والإدارة المتكاملة للتحكم بالآفات، وتحديث التقنيات والبروتوكولات المخبرية المتعلقة بتحاليل التربة والأعلاف واللحوم، والبيض والتقنيات المخبرية لمراقبة الحالة الفسيولوجية، والمناعية والصحية للدواجن والماشية.
«الأنباء» زارت أحد المختبرات الخاصة بالمشروع واطلعت على آلية العمل والتقت بالباحثة العلمية في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ورئيسة المشروع د.حنان الخليفة التي أكدت ان انتاج البلاد من البيض بلغ 130% ونجحت الكويت في تأمينه خلال أزمة «كورونا»، لافتة الى انتاج بيض ولحم دواجن عالي القيمة الغذائية يحتوي على أحماض أوميغا 3 المفيدة.
وذكرت الخليفة ان الكويت تستورد كميات كبيرة من المواد الأساسية لصناعة الأعلاف الحيوانية وأي نقص بها سيؤثر على الانتاج بشكل كبير، لافتة الى تطوير تقنيات لإنتاج الاعلاف واستخدام النباتات المحلية كأعلاف للدواجن والمواشي، والمخلفات الزراعية لإنتاج الأعلاف الحيوانية وفيما يلي التفاصيل:
قالت الباحثة العلمية في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ورئيسة المشروع د.حنان الخليفة ان اهميته تكمن في مواجهة التحدي الرئيسي للدولة وهو صعوبة توفير الانتاج المستدام للأعلاف والاغذية، مؤكدة ان تلبية الاحتياجات الاساسية للمستهلكين بالكويت في حصولهم على غذاء صحي وآمن تتطلب تعزيز وتحسين الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، حيث يسهم ذلك في توفير الغذاء الآمن والخالي من التلوث باستخدام نظام تدوير المخلفات الزراعية تحت مظلة نظام الزراعة المتكامل.
وشددت الخليفة على ان استخدام التقنيات المخبرية المحلية سيساعد في تقليل الاعتماد على المختبرات الخارجية، كما ان التقنيات ومهارات الكوادر الوطنية سوف تستخدم لتعزيز الانتاج الزراعي المحلي بعد انتهاء المشروع بالتعاون مع القطاع الخاص، لافتة الى ان المشروع سيسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي وتوفير الامن الغذائي على المستوى المحلي والاقليمي ويحتل هذا المشروع اهمية كبيرة تحت مظلة خطة التنمية.
التقنيات الزراعية
وحول ابرز المنتجات التي تدخل ضمن المشروع، أوضحت انه تم عبر المشروع تحسين المنتجات النباتية المتعلقة بالخضراوات والفواكه كالطماطم والفراولة والخس وغيرها وانتاجها دون استخدام المبيدات الحشرية والكيماويات وبأقل كمية ممكنة من المياه وفق نظم ري حديثة جدا، كما تم العمل باستخدام نظام إنتاج زراعي نموذجي مع إدارة التكنولوجيا العالية التي تنتج منها محاصيل نظيفة وعالية الجودة دون استخدام المبيدات الحشرية، حيث يساهم ذلك في زيادة انتاج المحاصيل الغذائية، وتخفيض تكلفة العمالة، وتحسين كفاءة استخدام المياه والأسمدة، وتخفيض انتشار الأمراض النباتية، لافتة الى ان التكنولوجيا المرتبطة بالزراعة المحمية والتي تم تطويرها في المشروع تشمل استخدام التقنيات الحديثة لبيوت الزراعة الزجاجية وإدارة إنتاج الأغذية، كما وفر المشروع تقنيات حديثة لتعزيز المنتجات الحيوانية مثل البيض واللحوم ومنتجات الماشية وغيرها.
وأضافت: تستورد الكويت كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية لصناعة الأعلاف الحيوانية، وعليه سيكون لنقص الغذاء العالمي تأثير خطير على الانتاج الحيواني، وسيعوق جهود الحكومة في تلبية الطلب المتزايد على الأغذية، هذا بالإضافة الى ان نوعية الغذاء المستورد والسلامة الصحية للسلع الغذائية المستوردة غير مضمونة في كثير من الأحيان، وذلك يحتم اتخاذ خطوات فورية لزيادة إنتاج الأعلاف المحلية، وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي فيما يتعلق بالمنتجات النباتية والحيوانية الاستراتيجية حيث تم تطوير تقنيات لإنتاج الاعلاف المحلية، واستخدام النباتات المحلية كأعلاف للدواجن والمواشي، واستخدام المخلفات الزراعية لإنتاج الأعلاف الحيوانية.
القطاع الخاص
وتابعت: الاستفادة من هذه التقنيات ونتائج المشروع تكمن في تعزيز مساهمات القطاع الخاص ولذلك فان من أهم اهدافنا تطوير القطاع الخاص في المجال الزراعي وتعزيز اسهاماته لتحقيق الامن الغذائي محليا اذ تم التعامل مع عدد من المزارع والشركات الخاصة كالشركة المتحدة للدواجن لتطوير تقنيات تعزيز المنتجات باوميغا 3 المفيدة وإنتاج بيض ولحم دواجن عالي القيمة الغذائية، ويتم العمل حاليا مع كبرى المزارع لنقل هذه التقنيات لتطوير القطاع الخاص المحلي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية والحيوانية الآمنة، مما يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، والمشروع مكننا من وضع أيدينا على التقنيات التي تساهم بتحقيق الاكتفاء الذاتي بالعمل مع الجهات المعنية والقطاع الخاص.
إنتاج البيض
وذكرت ان الكويت لديها حاليا اكتفاء ذاتي من انتاج البيض محليا حيث تنتج نحو 130% مقارنة بالحاجة المحلية وتقوم بعض الشركات بالتصدير الى الخارج، كما تمكنت البلاد خلال ازمة «كورونا» من الحفاظ على الاكتفاء الذاتي منه وتم ايقاف التصدير للفائض لتزويد المستهلكين بالعناصر الغذائية والتأكد من تواجدها.
وبينت انه ومن خلال هذا المشروع تمكن المعهد من انتاج بيض ولحم دواجن عالي القيمة الغذائية لاحتوائه على أحماض اوميغا 3 المفيدة ونسب من الفيتامينات والبروتين وذلك في مزرعة كبد التابعة للمعهد ويتم فحص المنتجات بشكل دوري اسبوعيا عبر عينات عشوائية للتأكد من جودته كسمك القشرة وحجم الصفار والبياض ونسبة البروتينات وذلك باستخدام احدث الاجهزة لتوفير منتج عالي القيمة وخال من التلوث.
أبرز تقنيات المشروع
٭ معالجة الآفات الزراعية: تم من خلال المشروع تطوير الإدارة المتكاملة للتحكم وعلاج مشكلات الآفات الزراعية في الكويت، واعتماد بروتوكولات مخبرية لفحص بقايا المبيدات الحشرية في الفواكه والخضراوات الشائعة الاستخدام، المنتجة محليا والمستوردة على حد السواء، وتقدير الآثار الصحية لها وهذه المعلومات ذات أهمية حاسمة لوضع تدابير لمنع أو الحد من المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بالمبيدات الحشرية، بالإضافة الى توفير معلومات حول كيفية تأثير التعرض للمبيدات الآفات واحتياطات السلامة التي يجب اتخاذها عند شرائها ونقلها وتخزينها والتخلص الآمن من بقاياها وحاوياتها.
٭ تحاليل اللحوم والبيض: تم تطوير العديد من التقنيات المخبرية في مختبر كيمياء وفيزياء التربة، ومختبر التغذية الحيوانية وتحليل الأعلاف، ومختبر تحليل البيض ولحوم الدواجن، ومختبر فسيولوجيا الحيوان وذلك لضمان جودة منتجات الدواجن والمواشي والأعلاف وضمان جودة وسلامة عينات التربة والمياه والنبات.
٭ مراقبة صحة الدواجن والماشية: يعتبر تحسين كفاءة الإنتاج والوضع الصحي للماشية أمر ضروري لتعزيز الثروة الحيوانية المحلية، والتي ستساهم بالتأكيد في توفير الأمن الغذائي المحلي والإقليمي ولذلك فان مراقبة ورصد النظام الفسيولوجي والصحي للدواجن والماشية يضمن الحالة الصحية المثلى للقطعان وعليه فقد تم تطوير العديد من التقنيات الفسيولوجية والمناعية في مختبر فسيولوجيا الحيوان مثل قياس نوعية الدم والأجسام المضادة وتقنيات الاستجابة المناعية للخلايا.
٭ مهارات الكوادر الوطنية: تم من خلال المشروع تطوير مهارات الكوادر الوطنية من خلال مشاركتهم في البرامج التدريبية للمشروع، وتنظيم برامج مختلفة للتعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في الإنتاج الحيواني والنباتي، وشملت البرامج التدريب أثناء العمل والدورات الداخلية والخارجية.
تحديات القطاع الزراعي
على هامش اللقاء تحدثت روان الكندري مشارك ابحاث في المشروع عن التحديات التي يواجهها قطاع الزراعة بالكويت، لافتة الى ان بعــضها محلي والآخر عالمي مثل أزمة الاحترار العالمي التي باتت تؤرق العالم بأسره، والقطاع الزراعي يسعى لتوفير اغذية عالية الجودة وآمنة وفوائد غذائية مرتفعة.
وقالت الكندري ان ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على الانتاج الزراعي وصحة الانسان ايضا وهي قضية مؤرقة للعالم بأسره، والمعهد يعمل لايجاد حلول عبر عدد من الدراسات لايجاد استقرار زراعي يقوم على قطاع متكامل، وقام بتطوير تقنيات من ابرزها الزراعة المحمية وانتاج الاعلاف وتحديث البروتوكولات الخاصة بتحاليل الاعلاف والتربة واللحوم والبيض.