هذه الحكمة والمقولة الأزلية «رب ضارة نافعة» تتناسب بشكل قاطع مع المواقف المعنية بها ولها، زمانا ومكانا، أفرادا وجماعات، ورغم الضرر الذي قد يتعرض له شخص ما في موقف ما إلا أن هذه المقولة تجبر خواطر أهل الطاعة والقناعة على الالتزام بما قسمه الخالق للمخلوق ليرضى بما قسمه الله له في الحالة أو الموقف المطلوب!
مثال ذلك، بعض الأمور المتعارف عليها اجتماعيا في الأفراح والأحزان، للتناصح وتواصل المواقف وراحة الأبدان، كعادات التشييع والعزاء وتحديد العدد بمواقع العزاء للأقارب بالدرجة الأولى حضورا وتعازيا في المقابر لتجنب وباء وعدوى «كورونا» يوم التشييع فقط وتسكير كل صالة وديوان منعا وتقليصا للأحزان، بلا تجمعات أو فتح المجال للقبلات تعبيرا عن الأحزان!
مثلها كذلك حفلات الأفراح، وملاعب كرة القدم، وتجمعات المناسبات، وبديلها وسائل التواصل للتعازي أو التهاني بدلا من مسارح وصالات المناسبات المعتادة بمناطقنا، والمبالغة من بعض الحضور في تبادل العناق والتقبيل دون الالتزام بالضوابط اللازمة للأمن والأمان، فتحدث حالات عدوى وإصابات ووفيات نتيجة عدم الالتزام بالإرشاد والتحذير والترهيب والترغيب المطلوب تنفيذه تحاشيا لعدوى وتلاصق وتقارب الأبدان.
وتميزت تلك الطقوس الرسمية بالاحترام الأكثر رغم مخالفات البعض وهم أقلية لكنها مكوية بحرارة العدوى وتبني البلوى داخل مساكنها وبيوتها ودور العبادة والأسواق والمقاهي وغيرها ليلا مطاعم شهيرة.
رعاكم الله من كل داء ووباء يتحدى قلاع العلاج والصحة العالمية، فهو المشافي سبحانه أمره (كاف ونون) فقط للمتعقل إدراكها بلا عناد غير مبرر. خطاكم السوء.