بعد التحية والاحترام سمو رئيس مجلس الوزراء.. نحن مواطنون من الرعيل الأول ممن تعدت أعمارهم السبعين عاما، عاصرنا سبع حكام للكويت، ونملك من الخبرة والعلم والتاريخ ما يؤهلنا لتقييم كل عهد بما له وما عليه، ونستذكر كل قيادي ساهم بقول أو فعل، صغيرا كان أو كبيرا، في حياة الكويت وأهلها، وهذا ما يطلق عليه مقولة «فلان ترك بصمة»، بداية من إنشاء محطة تحلية مياه البحر عام 1953 والاستقلال 1961 والديموقراطية 1962 في عهد الشيخ عبدالله السالم ثم افتتاح جامعة الكويت بعهد الشيخ صباح السالم عام 1966، هذه إنجازات يذكرها العالم لكن ما يتمناه المواطن البسيط تكون على عاتق ومسؤولية رئيس الحكومة والذي هو أقرب لأحاسيس ومشاعر المواطنين، فمن فكر وأنشأ المدينة الترفيهية، والمقاهي الشعبية، وغيرها لم ينسه الشعب، إنها لمسة وفاء ومسحة عاطفية على رأس كل مواطن.
لذلك نحن «شياب الوطن» نشاهد البعض من شياب وشباب هذا الوطن وهو يعمل بجهده وماله ويزاحم أهله وأولاده، بهوايته المحببة له ولنا جميعا وهي جمع أدوات تراثنا الجميل ما صغر منه وما كبر، وأنا شخصيا كم اطلعت على كثير من المتاحف الخاصة، وأعجبتني مقتنياتها التي تعود لمائة سنة مضت، وما جعلني أكتب هذا المقال أمران، الأول متحف المرحوم «أبو حامد» الذي قضى عمره 86 عاما وهو يجمع التحف التراثية والأدوات المنزلية القديمة، وكل قديم تقع عينه عليه، سافر إلى دول الخليج وجلب ما استطاع من تحف قديمة ضاقت بها غرف بيته، وما أن فارق الحياة بيع هذا الكنز في لحظات بـ250 دينارا، وضاع مجهود عشرات السنين.
الأمر الثاني رأيت «واتساب» لمواطن في منطقة القادسية يجمع مقتنيات تاريخية كثيرة، ومن كثرتها طفحت إلى خارج بيته في مظلة السيارات، رأيت هذا الجهد وهذا البذل المادي، ورأيت عددا من المواطنين الذين يترددون على بيته ليشاهدوا ما يسمعون به من مصطلحات قديمة تتردد في المسلسلات التلفزيونية، مثل (الكاروكه، والمنز، والمنحاز... وغيرها).
يا سمو الرئيس، إني أخشى أن يضيع جهد ومال هؤلاء الشياب من الرعيل الأول، وهم يحسنون صنعا، لذلك نرجو نحن الشياب، أن تأمر سموك بالحفاظ على هذه الثروات العديدة، وذلك بأن تقوم الحكومة بشراء (وليس تأجير) عمارة من عدة أدوار، وبأي مكان رخيص، وأن تعطي كل هاو دورا، أو جزءا من دور، ويقوم هو بترتيب مقتنياته والشرح عليها، ويسمى هذا الركن باسمه.
هذا الاقتراح «مجمع التراث» يستفيد منه المواطن، والباحثون من الدارسين للتراث، وطلبة المدارس عند زيارتهم، والسينما والتلفزيون عند استعارة بعض الحاجات من المقتنيات القديمة، هذا العمل البسيط يلامس شغاف قلب المواطن، وسيكون جزءا من حياته في الترفيه، والعلم، وللعلم فإن أغلب من يمتلك هذا التراث لا يقبل بيعه أو إعارته ولكن حينما يعطى دور أو مساحة من دور وله خصوصيته وبيده مفتاحه ليحفظ بها مقتنياته، شريطة أن يكون متحفا للجميع، سمو الرئيس اعتبروا تكلفة هذا المشروع الوطني كهبة لليونيسكو، لأنه يخدم الثقافة والأهم يشعر المواطن بأن الحكومة تسمع نبض الوطن والمواطنين.
سمو الرئيس بارك الله بكل مجهود تقوم به ويذكرنا بكم.
[email protected]