يواجه المجتمع الدولي منذ سقوط تنظيم داعش في كل من العراق وسورية معضلة ترحيل عائلات مقاتلي التنظيم الذين جرى اعتقالهم أو قتلوا.
وفقا لأرقام منظمة هيومن رايتس ووتش الصادرة في مارس 2021، مازال ما يقرب من 43 ألف أجنبي، بينهم 27500 قاصر، محتجزين في مخيمات يسيطر عليها الأكراد شمال شرق سورية موزعين بين رجال في السجون ونساء وأطفال في مخيمات تديرها السلطات الكردية يطالبون بإعادتهم إلى بلدانهم. وفيما يأتي كيفية تفاعل بعض الدول المعنية مع المسألة.
فرنسا: «تبعا لكل حالة»
مازال نحو 200 طفل و80 امرأة فرنسية محتجزين في المخيمات السورية. وترفض السلطات إعادة البالغين، رجالا ونساء، وترغب في أن يحاكموا في سورية.
وأعادت باريس حتى الآن «تبعا لكل حالة» 35 طفلا يتيما أو وافقت أمهاتهم على الانفصال عنهم.
ويعود تاريخ آخر إعادة إلى يناير 2021 مع عودة سبعة أطفال «معرضين للخطر بشكل خاص»، تتراوح أعمارهم بين 2 و11 عاما.
الدنمارك والسويد وفنلندا: عدد محدود جداً
قررت الدنمارك بعد الكثير من التسويف، إعادة 19 طفلا وثلاثة من أمهاتهم في مايو2021. ومازال نحو أربعين طفلا، ممن لا تعتزم كوبنهاغن إعادتهم في هذه المرحلة، محتجزين في المخيمات الكردية.
كما ظلت السويد التي انضم نحو 300 مواطن منها إلى الجماعة المتطرفة في سورية، مترددة منذ فترة طويلة.
لكن في ظل رغبة القوات الكردية في ترحيلهم، سمحت ستوكهولم بعودة ثلاث نساء وأطفالهن الستة في مطلع سبتمبر الماضي، وقالت إنها تدرس عمليات إعادة أخرى. وأعادت فنلندا 20 طفلا وست أمهات على الأقل منذ عام 2019 لأسباب إنسانية.
هولندا: عمليات إعادة نادرة
وفقا للسلطات الهولندية، يعيش نحو 75 طفلا، بالإضافة إلى 30 امرأة هولندية و15 رجلا في المخيمات.
وأعادت هولندا اثنين من الأيتام فقط في عام 2019 قبل أن تقبل في يونيو الماضي بعودة أربعة هولنديين، هم: امرأة وثلاثة أطفال.
بلجيكا: تعهد بـ «بذل قصارى الجهود»
انتمى أكثر من 400 بلجيكي إلى تنظيم داعش في سورية منذ عام 2012. ومازالت نحو 15 امرأة ونحو 35 طفلا دون سن 12 عاما محتجزين في المخيمات السورية، وفق بروكسل.
وتعهد رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو في مارس الماضي «بذل قصارى الجهود» لإعادة الأطفال البلجيكيين إلى وطنهم، وهو إعلان غير مسبوق داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي يوليو 2021، أعيد عشرة أطفال وست أمهات. وفي المجموع، أعيد منذ عام 2017 ثمانية عشر راشدا و43 قاصرا إلى بلجيكا، وفق مصدر أمني بلجيكي.
4500 روسي
كانت روسيا التي انضم نحو 4500 من مواطنيها إلى تنظيم داعش، واحدة من أولى القوى الأجنبية التي نظمت عمليات الإعادة من سورية وكذلك من العراق.
وفي عام 2017، قررت موسكو إعادة أطفال بشكل منهجي وتمت إعادة ما لا يقل عن 341 منهم، بينهم العديد من الأيتام، منذ عام 2018 في أعقاب العودة الأولى للنساء والأطفال.
ومنذ مارس2021، تنظم بلدان آسيا الوسطى، مثل أوزبكستان وكازاخستان (حيث تتم إعادة تأهيل النساء) وطاجيكستان وقيرغيزستان، عمليات إعادة لمواطنيها ومعظمهم من الأطفال.
كوسوڤو في الطليعة
انضم نحو 400 من كوسوڤو إلى الجماعات المتطرفة في سورية والعراق وعاد نحو 240، كثير منهم من النساء والأطفال.
ووضعت كوسوڤو برنامج إعادة تأهيل لإدماجهم من جديد في المجتمع.
وفي نهاية عام 2019، أعادت البوسنة سبعة رجال وست نساء و12 طفلا. وبحسب السلطات هناك، يوجد حاليا 29 امرأة ونحو 70 طفلا في المخيمات السورية.
وفي يوليو الماضي، أعلنت مقدونيا عودة أربعة رجال وخمس نساء و14 طفلا، ليرتفع عدد العائدين إلى أكثر من 100. وسجن 16 من المقاتلين السابقين لمشاركتهم في حروب في الخارج.
أما بالنسبة لسلطات ألبانيا، فقد تعهدت بإعادة النساء والأطفال الذين يراوح عددهم الاجمالي الثلاثين.