بقلم:السفير تشونغ، بيونغ-ها
بمناسبة عيد التأسيس الوطني وعيد القوات المسلحة لجمهورية كوريا، أود أن أتقدم بأطيب الأمنيات بالسلام الدائم والتوفيق والازدهار لدولة الكويت.
كما أود أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه مقاليد الحكم، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، بمناسبة الذكرى الأولى لتوليه ولاية العهد، راجيا لهما موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق والسداد.
كما أتمنى موفور الصحة والعافية ودوام النجاح لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ودوام التقدم والازدهار وكذلك أهدي خالص تحياتي للشعب الكويتي كافة.
أود بداية أن أعرب عن تقديري لجهود حكومة دولة الكويت وما قامت به من اجراءات فاعلة وسياسة تطعيم موسعة ساهمت في تراجع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بشكل كبير في البلاد.
تحدوني قناعة بأننا نقترب الآن من مرحلة نهاية الجائحة، وأنا سعيد بتمكن بلدينا من المحافظة على التعاون الوثيق فيما بينهما خلال هذه الجائحة.
هناك الكثير من الأسباب جعلت ذلك ممكنا:
أولا: لقد تمكنا من ذلك نظرا لاستمرار بلدينا في بناء شراكة متكاملة.
قمنا بتعزيز وتطوير علاقاتنا على أساس الصداقة الوطيدة والثقة المتبادلة الراسخة في مختلف المجالات بعدة أساليب منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل أكثر من أربعة عقود.
ان الشراكة بيننا لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، وإنما تطورت في الجوانب السياسية والثقافية وحتى في الجانب العلمي.
ثانيا: حرصنا على الاستمرار في العمل معا في كل ما يمكن ان نفيد به بعضنا بعضا وبقينا نموذجا لروح المنفعة المتبادلة.
تعتبر كوريا ثاني أكبر مستورد للنفط من الكويت، بينما تعد الكويت ثاني أكبر مورد للنفط الخام لكوريا.
بلغت القيمة الإجمالية للمناقصات التي تمت ترستيها على الشركات الكورية حتى هذا الوقت نحو 49 مليار دولار أميركي.
وتحتل كوريا حاليا المرتبة العاشرة ضمن قائمة أكبر المستثمرين في الكويت.
علاوة على ذلك، قدمت كوريا حتى الآن أكثر من 1.4 مليون جهاز تشخيص فيروس كورونا لمساعدة الكويت في التصدي لهذا الوباء.
لكن علاقات البلدين لا تقتصر فقط على عدد وقيمة حجم المشاريع، بل هناك جوانب أكثر ديمومة ومميزة وحميمة بينهما.
نستطيع أن نستشعر خصوصية هذه العلاقة عندما نفتن بجمال منظر الأفق ليلا من جسر الشيخ جابر، وعندما نستمتع بالقيادة على طريق الدائري الأول، وحين نستحضر صور المياه النقية التي تضخ من محطة الدوحة لتقطير المياه، كل ما سبق لا يمثل سوى جزء بسيط من الجهود الجبارة التي بذلها المهندسون والعمال الكوريون في الكويت.
وبإمكاننا الحصول على لمحة من ذلك عندما نرى كيف تم استكمال بناء المرحلة الأولى من مشروع مرافق الغاز الطبيعي المسال بواسطة الشركات الكورية في شهر يوليو الماضي في خضم التحديات الصعبة التي فرضتها الجائحة وذلك لرفع القدرة الإنتاجية من الطاقة الكهربائية لدولة الكويت.
إن تاريخ التعاون بيننا ليس فقط سردا بسيطا للمعاملات الاقتصادية، بل سجل حافل وراسخ بمشاركة قيم التقدم والازدهار.
مازال النفط الكويتي بمثابة الدم الذي يسري في شريان الحياة الاقتصادية لكوريا ويساهم في نموها وتطورها، ولم يتوقف تدفق النفط من الكويت إلى كوريا حتى خلال الأزمة النفطية في فترة السبعينيات.
أصبحت العديد من المباني والمنازل والطرق والمصانع التي بنيت بواسطة العمال الكوريين بعزم وإخلاص جزءا رئيسيا في الحياة اليومية في الكويت. وكما تعلمون، ساندت كوريا بقوة الكويت خلال حرب الخليج لحماية متطلبات الحياة اليومية للشعب الكويتي.
ثالثا: حرصنا على التركيز على المستقبل
تسعى كوريا لتوسيع آفاق التعاون مع الكويت لتشمل مجالات جديدة كالرعاية الصحية والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية والمزارع الذكية والطيران والتعليم وغيرها.
وعلى سبيل المثال، تم استخدام تقنية جديدة استحدثتها إحدى الشركات الكورية في تنفيذ مشروع مدينة المطلاع الجديدة لرفع كفاءة تجميع الطاقة الشمسية.
إن كوريا مستعدة الآن للعمل مع الشركاء في الكويت في بناء المدينة الذكية المبتكرة بمنطقة جنوب سعد العبدالله.
علاوة على ذلك، تجرى حاليا مباحثات حول سبل توفير أعلى مستويات خدمات الرعاية الصحية في مستشفى الجهراء الجديد.
لقد حان الوقت الآن لنمضي قدما نحو عصر جديد من الشراكة.
أطلقت الكويت رؤيتها التي تحمل عنوان «رؤية الكويت 2035» وترتكز على الاقتصاد المتنوع المستدام والبيئة المعيشية المستدامة ورأس المال المبدع.
كما أعلنت جمهورية كوريا عن «الصفقة الكورية الجديدة 2.0» وهي عبارة عن استراتيجية تنمية وطنية للتغلب على الجائحة والتغير المناخي.
تسعى الرؤيتان نحو تحقيق أهداف متشابهة، وسيكون بالإمكان الحصول على نتائج متضافرة إذا ما تبادلنا الخبرات والاستراتيجيات.
وأؤكد لكم أن كوريا ستستمر في كونها شريكا موثوقا ومخلصا للكويت في رحلتها نحو تحقيق أهداف «رؤية الكويت 2035».
رابعا: عززنا بشكل كبير التبادلات الثقافية والتفاهم المشترك بين شعبي الدولتين من أجل مستقبل مشترك.
وأود في هذا الصدد، أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجميع أعضاء الديوانية الكورية ـ الكويتية على دورهم الفاعل في بناء جسر ثقافي لنا منذ عام 2012.
تنظم السفارة حاليا فعاليات ثقافية مختلفة بمشاركة عدد محدود من المشاركين، منها مهرجان المأكولات الكورية في شهر نوفمبر وكما تنظم اختبار الكفاءة في اللغة الكورية في 16 أكتوبر الذي يعقد لأول مرة في الكويت.
والأهم من ذلك، تجري السفارة حاليا مباحثات مع الجامعات في الكويت حول فتح فصول لتعليم اللغة الكورية.
أخيرا وليس آخرا، مازال أفراد الجالية الكورية يعملون جنبا إلى جنب مع أصدقائهم الكويتيين ويشاركونهم في السراء والضراء.
وأنا على يقين تام بأنهم سيستمرون في تقديم مساهمات مهمة لتقدم وازدهار كلا البلدين.
لذا، أود في هذه المناسبة التأكيد على أن الصداقة الأبدية والتضامن بين شعبينا سيستمران في النمو والتطور.
أتقدم مرة أخرى بأخلص الأمنيات بالسلام والتقدم والازدهار لدولة الكويت وشعبها العظيم.
ان كلا البلدين من الدول المحبة للسلام. بذلت الكويت بصفتها مركزا عالميا للعمل الإنساني مساعي حميدة للتوسط والوصول إلى حلول سلمية للمنازعات الإقليمية والدولية وأصبحت مصدر إلهام في سعيها المستمر لتعزيز العمل الإنساني والسلام.
ان تشاركنا لهذه القيم يعد مبررا مقنعا لأهمية المضي قدما في تعاوننا.
أود مرة أخرى أن أتقدم بأخلص الأمنيات بالتقدم والازدهار لدولة الكويت وشعبها العظيم.
وبالطبع أتمنى عودة الحياة الطبيعية قريبا لأتمكن من الالتقاء مع أفراد المجتمع الكويتي في الديوانيات.
شكرا لكم.
أعزائي المواطنين الكوريين المقيمين في دولة الكويت،
أود أن أشكركم من أعماق قلبي على كل ما تقدمونه من مساهمات ودعم في سبيل تطوير العلاقات بين جمهورية كوريا والكويت كحجز مواطئ قدم بينهما في ظل الحياة اليومية الصعبة التي أسفرت عنها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
أتطلع إلى انتهاء جائحة فيروس كورنا المستجد (كوفيد-19) في القريب العاجل وعودة الحياة الى طبيعتها، وأتمنى لكم موفور الصحة والعافية والتقدم بمناسبة عيد التأسيس الوطني.
شكرا لكم.