نحتاج إلى هذا البعد، بعد خيالي غير واقعي، واقع نزوره حين نحتاج الى التجربة، حقل تجارب نلقاه تحت تصرفنا، حين نرغب في أن نجرب بعدا آخر من حياتنا، بعدا يصعب علينا عيشه بالفعل. حياة تحتاج الى تضحية ونخشى من تقديمها، فلا نجد غير الندم والخسارة.
والهدف مقارنة حياتنا الفعلية بالحياة التي نظن أنها المثالية لنا، حياة الحلم الذي كنا نرغب فيها طوال حياتنا. طالما ما تكون المقارنات ناقصة، نركز على جانب وننسى الآخر، أو نتناساه عمدا، خصوصا حين نرغب في أن نعيش حلما، ونكون على اكتفاء بعيشه كحلم، نقنع أنفسنا بأنه ممكن، حلم مكانه الواقع، لو استغرقنا في التفكير فيه قليلا فقط لوجدنا أنه مجرد وهم، لن يستطيع مقاومة الواقع لأكثر من دقائق بسيطة، لذلك هو حلم، مجرد حلم، لن يصمد في تجربته في البعد الرابع، سيتهاوى في الأيام الأولى من إدخاله لهذا البرنامج المزعوم من طرفي أنا.
لأن التجارب الواقعية لا عودة منها، تكون فيها رحلة ذهاب بلا عودة، لكن بعدي هذا الذي أتحدث عنه، يعطيك الصورة الكاملة للتجربة التي ترغب فيها، كما أن التجارب الفعلية تكون قاسية ومؤلمة، لن تكتشف خباياها إلا بعد حين.
الجميل هو ماذا بعد تلك التجربة، سيكون لديك اتجاهان في الأغلب، إما أن تعود إلى واقعك وتتمسك به، أو تبقي الحلم لديك وتحارب من أجله، تقاوم واقعك لتحول ذلك الأمل إلى حقيقة.
وأفضل شيء في الموضوع أن الخروج سهل، لا يتطلب منك الكثير، ما عليك سوى الخروج (signhout)، وتعود الى الواقع الذي تعيشه، تجربة بأقل الخسائر، أقصى ما تخسره حلمك، فقط حلمك.