اندلعت اشتباكات جديدة أمس بين قوات الأمن السودانية وإرهابيين في العاصمة الخرطوم ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب ما قال شهود عيان ووسائل إعلام رسمية، وذلك بعد أيام من تنفيذ مداهمة ضد ما وصفه مسؤولون بأنها خلية مرتبطة بتنظيم «داعش» في ذات المنطقة.
ووقعت الاشتباكات في منطقة جبرة جنوب الخرطوم ما دفع قوات الأمن الى إغلاق الشوارع المؤدية اليها، بحسب شهود.
وقالت وسائل الاعلام الرسمية، بما فيها التلفزيون السوداني، إن «اشتباكا مسلحا وقع مع خلية ارهابية في جبرة بالخرطوم».
وقال شهود في حي جبرة لوكالة «رويترز» إنهم شاهدوا قوات الأمن تتبادل إطلاق النار مع مجموعة داخل بناية سكنية، كما أغلقت القوات الطريق الرئيسي في المنطقة، ووصف التلفزيون الرسمي تلك المجموعة بأنها خلية إرهابية.
وأعلنت وسائل الاعلام السودانية انتهاء الاشتباكات وان السلطات اعتقلت ٤ اجانب من اعضاء الخلية.
من جانب آخر، تفاعلت أزمة إغلاق الموانئ والطرق في شرق السودان، حيث حذر مجلس الوزراء من نفاد المخزون الدوائي وانعدام سلع إستراتيجية بالبلاد، في ظل استمرار الاحتجاج القبلي الذي أدى لإغلاق الموانئ بالبحر الأحمر، والطريق القومي بين الخرطوم وبورتسودان. وقال المجلس في بيان إن مخزون البلاد من الأدوية المنقذة للحياة على وشك النفاد، بالإضافة إلى عدد من السلع الإستراتيجية الأخرى، مؤكدا في الوقت نفسه أن قضية شرق البلاد عادلة وأن حلها سياسي بالأساس.
في المقابل، قال عبدالله أوبشار الناطق باسم مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة شرق السودان، إن الإقليم الشرقي سيظل مغلقا ولن يتم فتح الموانئ والطرق إلا بعد إلغاء مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا.
كما أصدر المجلس بيانا نفى فيه إيقاف أو تعطيل أي حاويات تحمل أدوية أو أغذية في ميناء بورتسودان، واصفا بيان الحكومة بأنه «خطاب استعطافي».
من جهته، حذر اللواء عثمان الباقر، القيادي بالمجلس الأعلى للبجا والعموديات، بأن المجلس سيعلن «دولة البجا» المستقلة عن السودان بعد 10 أيام.
وأضاف في تصريح نقله موقع قناة «الحرة»، أنه «تم تجاوز أي تصعيد مدني في التعاطي مع الخرطوم والانتقال إلى التصعيد الثوري». ونقل عن المجلس القانوني لمجلس البجا إعلانه «الدخول في عصيان مدني بشرق السودان».
وأعلن «المجلس الأعلى لنظارات البجا» في منشور على فيسبوك عن «مزيد من التصعيد وإغلاق بقية منافذ ومداخل ومخارج الشرق، وإحكام الإغلاق بصورة تامة، نتيجة لتجاهل الحكومة لمطالبهم وعدم الرد عليها، رغم وصول الوفد الأخير برئاسة عضو المجلس السيادي شمس الدين كباشي إلى بورتسودان واستلام قائمة مطالبهم».
وقال مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبدالله أوبشار «كنا نتوقع ردا من المركز (الخرطوم)، ولكن لم ترد علينا الحكومة ولم تتواصل معنا أي جهة».
ونفى قادة التصعيد في شرق السودان أول من أمس منع الأدوية المنقذة للحياة من عبور الطريق، بعد ساعة من تحذير أطلقته الحكومة في هذا الشأن.
وحذرت الخرطوم من أن «مخزون البلاد من الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية على وشك النفاد، بسبب إغلاق الميناء والطريق القومي».
وكانت الحكومة السودانية قد ذكرت في بيان أن «جهود الإفراج عن حاويات الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية، بالإضافة الى عدد من السلع الاستراتيجية الأخرى والتي تتضمن الوقود والقمح، قد تعثرت».
وقال أوبشار، في تصريحات صحافية، ان «الأدوية المتواجدة داخل الميناء الآن تعود أسبابها الى عدم تكملة الإجراءات القانونية من قبل الحكومة ولا علاقة لها بالتصعيد الثوري السلمي شرق البلاد».