[email protected]
آلمنا (المرجفون)، وهم الذين يحاولون إفشال النجاح الكويتي في «إكسبو دبي 2020»، ونجاح الكويت في (جناح وطن النهار) يثبت بما لا يقبل الشك ان الهمم الكويتية الشبابية الصاعدة وراء هذا النجاح، وهو أمر يعلي مكانة الكويت وأدوارها الثقافية والحضارية والإنسانية في استشراف المستقبل الواعد.
ما حدث في دبي هو نجاح كويتي (بحت) وأعطى صورة مشرفة عن الشباب الكويتي الجميل الذي أشرف على تنظيم أجنحة الكويت وهي لوحات بانورامية أعطت صورة مبهرة عن واقع إنجازاتنا.
هذا النجاح، الذي انطلق من دبي تحت جناح (وطن النهار)، يتناسب مع حدث مثل اكسبو دبي 2020 وأعطى للعالم وشعوبه رسائل مهمة أولاها ان الكويت مازالت متصدرة المشهد الثقافي والحضاري بفضل همة شبابها الغيور على كل المكتسبات، ولعل هذه الأجنحة والفعاليات الدرامية والفنية والثقافية والتاريخية في محصلتها إطلاق رسالة مفادها ان الكويت الجديدة تتشكل، وما هذه الفعاليات إلا نتاج المجتمع الكويتي المدني الحكومي والخاص.
لقد شاهدت تغطية «الأنباء» لهذا الحدث التاريخي، وإنني اليوم أتوجه لأبناء شعبي بتساؤل:
من يحمي شبابنا المشارك من الذين يحقرون هذا الإنجاز ويسطحونه ويهمشونه ولا يرون إلا الظلمة ؟!
هذا أمر لا يستحق الالتفات إليه أساسا لأنه تحبيط موجه، غير أنني أقولها صادقا لكل كويتي يغرد محاولا إفشال هذا النجاح: هذا الأمر غير مقبول ولا معقول.
هذا نجاح كويتي تتفق أو تختلف على الحكومة أو البرلمان كيفك، لكن لا تحقر ولا تستصغر وتأتي بكل قوتك على هذه الطاقات الكويتية الوطنية الجميلة التي حاولت أن تقدم شيئا بعنوان: هنا الكويت.
هذا جهد نخب شبابية نقف لها جميعا تحية وتقديرا واحتراما على النجاح الذي تحقق في دبي إكسبو 2020 وسيفوز هذا المعرض بإحدى الجوائز حتما، ويكفي أن الكويت اشتركت في حجر إيكاروس والذي لا يقدر بثمن لأنه من الأحجار التاريخية اليونانية النادرة التي لا تقدر بثمن الآن!
أرجو أن نسهم جميعا في رفع الوعي الوطني بضرورة الاحتشاد في حال نجاح أي عمل كويتي داخل أو خارج البلاد لأنه نجاح لبلدنا وشبابنا!.. بغض النظر عن كونك مواليا أو معارضا!
آن الأوان ليصمت أهل «الأراجيف» وليعلموا أن بلدهم الكويت ولادة وأنها ترتكز أساسا على موروث تاريخي أساسه مسمى الكويت (عروس الخليج - الكويت بلاد العرب) فلماذا إظهار هذا النجاح الذي تحصل في دبي بأنه فشل وانتكاسة وتسطيح وتقزيم؟ وهو أمر كله نجاح، والنجاح مرده لهؤلاء الكرام من أبناء الوطن رجالا ونساء الذين مثلونا في هذا المعرض التجاري العالمي خير تمثيل، ويحق لهم منا كلمة شكر وعرفان بدلا من هذه التغريدات السمجة المحبطة «البايخة»!
٭ ومضة: حق لهذا الوطن وأهله أن يفرحوا بالنجاح الذي تحقق في دبي إكسبو 2020 ، والذي أثبت بصدق وشفافية ان الكويت لاتزال في المقدمة وأنها رقم عصي على التراجع، وقد حقق كوكبة من عيالنا (المجد والفخر) لبلدهم وشعبهم ولهم منا التحية والإكبار خاصة بالأمس، والأخبار تبلغنا بأن جناح الكويت زاره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتبقى الكويت وقطر والبحرين والإمارات والسعودية وسلطنة عُمان (كيانا خليجيا عربيا) تطالعه شعوب وحكام الأرض لمكانته الاقتصادية، غير أننا في الكويت (نُعوِّل) كثيرا على محطات التاريخ في الاستدامة لأننا نافذة الديموقراطية والإنسانية.
٭ آخر الكلام: دبي إكسبو 2020 يمثل لنا اليوم نجاحا كويتيا بالمشاركة الفاعلة التي تركت أثرا كبيرا في ضمائر وعقول وقلوب الزوار، وليت شعري بمثل هذه اللوحة التي قالها الأديب والشاعر اللبناني جبران خليل جبران:
وفي الزرازير جبن وهي طائرة
وفي البزاة شموخ وهي تحتضر
شكرا كبيرة لعيال الديرة الذين شاركوا وأعدوا هذه الأجنحة الفاخرة الجميلة.. لكم من شعبكم الشكر والتقدير.
٭ زبدة الحچي: وهكذا كل إناء ينضح بما فيه وقد علمتنا الحياة ان كيس الفحم لا يخرج طحينا أبيض!
وعلينا جميعا ان نتعلم فن الإصغاء لكل نجاح كويتي يتحقق هنا أو هناك. يقول الشاعر إيليا أبوماضي:
إن بعض القول فن
فاجعل الإصغاء فنَّا
تك كالحقل يرد
الكيل للزارع طنَّا
يبقى هناك شكر مستحق لمعالي وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري وإلى كل الذين وجهت لهم دعوات وشاركوا في تلبية الدعوة وحتى لا أتهم بما ليس فيّ فأنا لم توجه لي دعوة ولم أشارك، لكنني حريص على أن أشكر وأذكر فضل أبناء وطني الذين شاركوا ومثلونا خير تمثيل، وبارك الله في كل الجهود.
يقول أبو العلاء المعري:
فإن كنت تبغي العز فابغ توسطا
فعند التناهي يقتصر المتطاول
ولقد صدق الحسن البصري عندما قال:
(كل التناهي غلط، خير الأمور الوسط)
إلى كل من حاولوا تحجيم النجاح الكويتي في إكسبو دبي 2020 تذكروا أن عظمة النفس الكويتية في قدرتها على الاعتدال وليس في قدرتها على التجاوز والتثبيط!
النصيحة: لا تكن قاسيا فتكسر ولا لينا فتعصر.
وتبقى مصلحة الكويت فوق أي اعتبار.
في أمان الله..