محمود عيسى
قالت مجلة ميد إن أشهر الصيف تعتبر صعبة بشكل خاص حيث تؤدي درجات الحرارة الشديدة إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء، وزيادة الأحمال الكهربائية على محطات الطاقة القديمة وأنظمة النقل غير الفاعلة.
واستشهدت المجلة بالقول ان مدينة الكويت سجلت في يوليو الماضي درجة حرارة بلغت 53.3 درجة مئوية، وهي أعلى درجة مسجلة على وجه الأرض.
وأضافت المجلة في تحليل بقلم رئيس التحرير ريتشارد ثومبسون ان الوقت قد حان لاتخاذ الإجراء الصحيح بعد ان اصبح تسارع درجات الحرارة نحو الارتفاع يتم بوتيرة تتجاوز المتوسط في الشرق الأوسط، ما أدى إلى إرهاق المرافق وتسبب بشكل خطير في عدم قدرتها على توفير الاحتياجات اليومية.
وفي هذا السياق، حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن الظواهر المناخية المتطرفة على شكل موجات حرارة وسقوط أمطار غزيرة وجفاف ستصبح أكثر تكرارا ما لم يتم اتخاذ خطوات فورية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثاني أكسيد الكربون، وبالفعل، أصبحت مثل هذه الأحداث أكثر شيوعا.
وقالت المجلة ان ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الصيف أدى إلى حرائق غابات في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى من العالم، فضلا عن تدمير الزراعة وانقطاع الكهرباء والمياه.
وفي بعض الدول أدى سوء الإدارة الحكومية إلى تفاقم المشكلة وكان انقطاع التيار الكهربائي سببا في توقف حملات التطعيم ضد فيروس كورونا وتعطيل الحياة اليومية.
وأضاف ان عدم كفاية المرافق والخدمات في جميع أنحاء المنطقة يعكس فشل الحكومات والأنظمة في مكافحة البيروقراطية وجذب الاستثمارات في هذا العصر الذي يشهد العالم فيه أزمة التغير المناخي، الأمر الذي يخلق حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة.
وختم ثومبسون بالقول ان المشكلة ليست في نقص الأموال، لأن رأس المال الاستثماري موجود ومتاح للمشاريع التي تستهدف معالجة أوجه القصور التي سلفت الإشارة إليها، لكن البيروقراطية والفساد والقوانين القديمة تجعل من الصعب الوصول إلى هذه الأموال واستثمارها على الوجه الأمثل.
وبالتالي يصبح الإصلاح مطلوبا لإزالة هذه الحواجز أمام الاستثمارات، وإذا لم تكن سلسلة الكوارث المتعلقة بالطقس كافية للحث على التغيير، فلا بد من الاحتجاج على هذه الأوضاع والمطالبة بتغييرها.