القادة الملهمون ذوو الشخصيات الجذابة أو «الكاريزما» لديهم حضور طاغ حيثما وجدوا، ولديهم القدرة على التأثير في الآخرين، ويثيرون الإعجاب بذكائهم، ولهذا يقول جون سي ماكسويل «القيادة هي التأثير» وهذا ما شاهدناه عبر تلفزيون المجلس حين استضاف رئيس الأركان الأسبق الفريق أول متقاعد محمد خالد الخضر، وهو من أجمل الشخصيات القيادية الإستراتيجية الملهمة، حيث يتمتع بملكة نادرة من الإبداع لا يملكها إلا ما ندر من الناس، فتحدث عن الذكرى الأولى لتولي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم بقوة بيان وفصاحة لسان وباستخدام الجوارح والحواس التي تمثل تعبيرات خاصة لا يتيسر استخدامها أثناء القراءة، فبلغ الغايات والأهداف، وكان اتصاله بالمشاهدين هو النجاح الحقيقي من خلال الطرح والعرض والإلقاء الارتجالي الذي يجذب انتباها أكثر ويبعث في نفوس مستمعيه رغبة في الإنصات والمتابعة، فقد حدد الرسالة بالجواب على (ماذا من) وهما نوع المتلقي والحاجة المستفيدة.
لكن الجميل أن تلك الصفات ليست شيئا نولد به بالضرورة بل مهارة يمكن اكتسابها، فقواتنا المسلحة كانت ومازالت ولادة بالقيادات على المستوى الإستراتيجي الرفيع، حيث تقع على عاتقها الإعداد والتدريب وذلك لرفع الكفاءة بكل جوانبها، ووصولا إلى درجة الاحترافية، وتحقيقا لجميع المهام، والتي دائما ما كانت محل ثقة وتقدير من القيادة.
وعندما يتكلم الرجال تهتز لكلامهم الجبال فأقوالهم أفعال، وأفعالهم تسبق أقوالهم، وكلامهم قليل والمعنى بحر، «فلا يسنهم عنها وعورة أرض أو قسوة طبيعة أو قوة عدو»، فتاريخهم صفحات من الفخار والشرف.
نختم زاويتنا بقول نيكولو مكيافيلي الفيلسوف والمفكر الإيطالي «أول طريقة لتقييم ذكاء القائد هي أن تنظر إلى الرجال المحيطين به».. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]