- 165 ألف دولار خسائر عملاق التواصل الأميركي بالدقيقة.. نتيجة ضياع إيرادات إعلانات بـ 3.3 ملايين
بعد أن استبعد عدد من موظفيها أن يكون سبب العطل الذي ضرب عملاق مواقع التواصل «فيسبوك» هجمات إلكترونية، كشفت الشركة الأميركية النقاب عن السبب الذي حرم أكثر من 3 مليارات إنسان حول العالم من خدماتها «فيسبوك» و«انستغرام» و«واتساب». وقالت الشركة ان تعديلات خاطئة بالإعدادات كانت السبب الرئيسي وراء العطل الذي استمر لمدة 6 ساعات. وأوضحت الشركة أن فرقها الهندسية اكتشفت أن تعديلات على أجهزة التوجيه الرئيسية «الراوتر»، التي تنسق الحركة بين مراكز البيانات تسببت في مشاكل أدت إلى توقف الاتصال.
خسائر فادحة
وعلى صعيد الخسائر التي منيت بها شركة «فيسبوك» نتيجة هذا العطل الذي يصنفه الخبراء التقنيون على انه أضخم عطل بتاريخ عملاق التواصل الأميركي، فقد بلغت خسائر الشركة الأميركية نحو 60 مليون دولار من الإيرادات خلال فترة تعطل تطبيقاتها التي تشمل «واتساب» و«انستغرام»، ما يترجم إلى خسارة الشركة نحو 165 ألف دولار كل دقيقة.
وشملت هذه الإيرادات 3.3 ملايين دولار كإيرادات إعلانات خسرتها «فيسبوك» خلال فترة العطل، لكن الخسائر الحقيقية لعملاق التواصل الاجتماعي، تتعدى هذه الأرقام، إذ هبط سهم «فيسبوك» نحو 5% ليمحو 47 مليار دولار من قيمته السوقية ويبعدها أكثر فأكثر عن نادي الشركات التريليونية، إذ باتت القيمة السوقية بنهاية تعاملات الاثنين تقارب 920 مليار دولار، أما مؤسسها الشهير مارك زوكربيرغ فقد تقلصت ثروته بنحو 7 مليارات دولار.
ضربة قوية
وجاء العطل المفاجئ في مواقع التواصل الاجتماعي بعد ضربة قوية للشركة وجهتها فرانسيس هوغن التي عملت مديرة للمنتجات في «فيسبوك»، حيث أفادت هوغن في ظهور تلفزيوني على برنامج 60 دقيقة بأن الشركة تعطي الأولوية للربح على حساب الصالح العام. وقدمت هوغن منذ نحو شهر ما لا يقل عن 8 شكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، زاعمة أن شركة «فيسبوك» تخفي أبحاثا حول أوجه القصور فيها عن المستثمرين والجمهور، كما كانت هوغن قد فشت بوثائق لصحيفة «وول ستريت جورنال»، التي نشرت تحقيقا يظهر أن «فيسبوك» كانت على دراية بمشاكل تطبيقاته، بما في ذلك الآثار السلبية للمعلومات المضللة والضرر الذي تسببه إنستغرام خاصة للمراهقات. وبعد بث المقابلة أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن تلك التسريبات أحدث حلقة من مسلسل حول منصة التواصل الاجتماعي يوضح أن التنظيم الذاتي لهذه الشركات العملاقة أثبت فشله، وحثت هوغن الكونغرس على التحرك وستدلي بشهادة أمام لجنة التجارة الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ.
وفي المقابل، هناك تطبيقات بديلة استفادت من أزمة فيسبوك وواتساب من بينها «Signal»، الذي يؤكد عدم جمع أي بيانات عن المستخدمين، ما يجعله مفضلا للاتصالات الآمنة، إضافة إلى تطبيق «Telegram» الذي أضاف تاريخيا ملايين المستخدمين في أعقاب انقطاعات عدة لتطبيق «واتساب».
ويعد الأهم في تطورات توقف خدمات شركة «فيسبوك»، هو الأثر طويل الأمد على شركات التكنولوجيا العملاقة، وسط تزايد المطالبات بإنهاء شهر العسل الطويل الذي تمتعت به هذه الشركات بعيدا عن المحاسبة والمراقبة.