- حلم الشراكة بين الجامعة المفتوحة ونظيرتها في المملكة المتحدة يتحقق كما تمنى مؤسسها طلال بن عبدالعزيز
- الجامعة المفتوحة من المحركات المهمة للتنمية الشاملة في مجتمعاتنا وأحد مظاهر الوحدة العربية في العلوم والمعرفة
- «كورونا» تسببت في ارتفاع عدد الأطفال العاملين إلى 160 مليوناً بزيادة تصل إلى 9 ملايين طفل مما أضر بصحتهم ونموهم
القاهرة - هناء السيد
أكد رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود أنه يسير على عهد نهج والده المغفور له الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رائد الإنسانية والتنمية والتنوير، لاستكمال هذه المسيرة دعما لمستقبل أفضل لأبنائنا ورعاية وتنمية لحقوقهم.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال في لقاء خاص مع «الأنباء» إن هذا الإرث المستنير لا بد أن يظل متدفقا ومستمرا ونابضا بكل معاني العطاء والخير والإنسانية.
وأشار سموه إلى أن إنشاء الجامعة العربية المفتوحة - ومقرها الرئيسي الكويت - مثل نموذجا ناجحا للاستثمار العربي المشترك في الإنسان، وانها جاءت لتلبية الطموح العربي للتعليم الرقمي والتعليم عن بعد. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية، نود إلقاء الضوء على المجلس العربي للطفولة والتنمية؟
٭ المجلس العربي للطفولة والتنمية منظمة عربية غير حكومية ذات شخصية اعتبارية تعمل في مجال الطفولة، وقد جاء تأسيس هذا المجلس عام 1987 بمبادرة من الأمير الراحل طلال بن عبدالعزيز، رحمه الله، بناء على التوصية الصادرة من مؤتمر الطفولة والتنمية خلال انعقاده في تونس عام 1986 تحت رعاية جامعة الدول العربية.
ويتخذ المجلس من مدينة القاهرة مقرا له، وهناك اتفاقية خاصة تنظم علاقة المجلس بدولة المقر، وتحدد شخصيته ووضعه القانوني مع وزارة الخارجية المصرية.
وقد تقلدت مهام رئاسة هذا المجلس خلفا للوالد الراحل الأمير طلال بن عبدالعزيز، مؤسس المجلس، في 7 مارس 2019 بالقاهرة.
ماذا عن الجامعة العربية المفتوحة ومقرها الكويت؟
٭ هنا لا بد أن نثمن الدور الريادي للكويت في تعزيز العمل العربي المشترك ودعم مجالات التنمية والوطنية.
ونحن ممتنون للمغفور له سمو أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، لدعمه للتعليم، حيث أعطاه أولوية قصوى في العمل الوطني والعالمي والدولي، كما نثمن دور جميع الهيئات العامة والخاصة في الكويت التي دعمت الجامعة العربية المفتوحة إيمانا منهم بدورها في خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته.
وقد لعبت الكويت دورا تاريخيا محوريا في إنشاء وتطوير الجامعة العربية المفتوحة من خلال استضافة مقرها وتزويدها بكل التسهيلات والدعم، مما انعكس إيجابا على نجاح هذه الجامعة في تأهيل خريجيها للمشاركة بفاعلية في أسواق العمل المحلية والعربية.
ويجدر بنا أن نؤكد أهمية إنجازات الجامعة العربية المفتوحة ونجاحاتها بالتوازي مع رسالتها النبيلة، وفق رؤية مؤسسها الأمير الراحل طلال بن عبدالعزيز، لتكون جامعة لجميع الشباب العربي، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون متابعة دراستهم العليا بسبب ظروفهم المالية والاجتماعية والجغرافية.
وقد أصبحت هذه الجامعة حقيقة وشخصية فريدة من نوعها في عالم التعليم العالي، فضلا عن كونها أحد المحركات المهمة للتنمية الشاملة في مجتمعات الدول العربية، وهي مظاهر الوحدة العربية في العلوم والمعرفة والحلم يتحقق بالشراكة مع الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة، كما وصفها وتمنى مؤسسها.
ماذا عن جائزة الملك عبدالعزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية؟
٭ جائزة الملك عبدالعزيز للبحوث العلمية والطفولة تعد من الجوائز المهمة جدا، حيث إنها جاءت في وقت صعب يمر به العالم أجمع بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، إذ لاحظنا أن المجتمعات تضررت وخصوصا الأطفال بعد جائحة كورونا، وقد برزت أهمية موضوع التعليم و«التعليم عن بعد» و«التعليم المدمج»، وهذا لم يكن موجودا في معظم الدول العربية من قبل.
ونحن ندعو الجميع الى التحرك من أجل إعادة بناء منظومة التعليم، والتركيز على تعليم الأطفال المهارات الرقمية ليتمكنوا من المشاركة والتفاعل والاندماج في عالم ما بعد كورونا ومجتمع المعرفة والثورة الصناعية الرابعة، لأن البحث العلمي هو الركيزة وحجر الأساس نحو توفير المعرفة ورسم الطريق من أجل الوصول إلى مستقبل أكثر استدامة.
والجائزة التي تبناها المجلس منذ العام 2017 بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» تهدف إلى تعميق ثقافة حقوق الطفل من خلال إثراء البحث العلمي في مجالات الطفولة، ودعم الباحثين المنشغلين بقضايا الطفولة في البلدان العربية، وتحفيز المبدعين والباحثين على الإنتاج العلمي في مجال الطفولة والتنمية والارتقاء بالطفل في البلدان العربية، وتعظيم الحوار المجتمعي حول القضايا ذات الأهمية المتعلقة بالطفل وتنشئته من خلال البحوث المقدمة.
وقد تناولت الجائزة قضية محورية معاصرة من قضايا الطفولة والتنمية، وذلك من أجل إحداث زخم فكري وبحثي حولها ولتكون نتائج وتوصيات تلك البحوث المقدمة سبيلا نحو استشراف مستقبل الطفل العربي، وتمكينه من أدوات الحاضر ودخوله عصر مجتمع المعرفة.
والمجلس يعمل من خلال استراتيجية جديدة لمواكبة العصر الجديد والتطور الرقمي، والحمد لله حققنا الهدف المرجو من هذه الجائزة في أن تكون دوما لخدمة وتطور المجتمع الإنساني، لذا ندعو اليوم كل المؤسسات التكنولوجية والعلمية والشركات الكبرى إلى الاستفادة من هذه الأبحاث وتطويرها وتطبيقها وإتاحتها على نطاق واسع، ودعم الباحثين.
كيف ترون عمل الأطفال في الدول العربية في ظل جائحة «كورونا»؟
٭ بالشراكة بين كل من جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة العمل الدولية عقدت الندوة العربية «عمل الأطفال في الدول العربية في ظل جائحة كورونا».
واستهدفت التعريف بتأثير وتداعيات جائحة كورونا على عمل الأطفال عالميا وعربيا، والوقوف على التدابير الواجب اتخاذها حتى لا تصبح الأزمة ذريعة للدفع بمزيد من الأطفال إلى سوق العمل، ومناقشة كيفية الحفاظ على المكتسبات التشريعية.
وقد تسببت الجائحة في ارتفاع عدد الأطفال العاملين إلى 160 مليون طفل في العالم بزيادة قد تصل إلى 9 ملايين طفل، مما أضر بصحتهم وسلامتهم ونموهم.
وتناولت الندوة الفجوة الرقمية والتعليم عن بعد وارتباط ذلك بعمل الأطفال في ظل جائحة كورونا، وجاءت التوصيات بضرورة توفير برامج تعليمية عالية الجودة وملائمة لجميع حالات الأطفال المتسربين والمعرضين للعمل وضمان سبل تحقيق الفائدة القصوى، مع دمج التعلم الرقمي في التعليم حتى لا يترك هؤلاء الأطفال مرة أخرى على الجانب الخطأ من الفجوة الرقمية.
ولا بد من توفير برامج مكافحة عمل الأطفال بغض النظر عن جنسياتهم أو وضعهم مع التركيز على القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال.