هل استفاد الطب من التقنيات الحديثة حتى الآن؟ وهل مازالت الفرص متوافرة للاستفادة من التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج والتأهيل؟ وهل استفادت مهن وأعمال أخرى من التقنيات الحديثة أكثر من الطب؟ وهل يتحمل الأطباء المسؤولية في عدم الاستفادة من هذه التقنيات في الطب بينما علوم وتطبيقات أخرى تتقدم في المجالات المتعددة؟ وهل الطبيعة الخاصة لممارسة الطب قد أخرت فرص الحصول على التقنيات الخاصة كالعلاج عن بُعد والذكاء الاصطناعي ومثل استخدام تطبيقات الأجهزة الذكية للاتصالات في الطب.
ولماذا لم ينتشر استخدام تلك التطبيقات الحديثة في الطب هل لأن التعليم الطبي لم يهتم بها منذ البداية أو أن جزء الخصوصية وسرية معلومات المرضى كانت هاجسا.
لا بد من أن تكون الإجابة من واضعي سياسات البحوث والتطوير سواء من باحثين أو أطباء للنظر في مستقبل الطب بعد انتشار التقنيات الحديثة ومدى الاستفادة منها في المجال الطبي على المدى القريب والبعيد وتوفير الفرص أمام البشرية لاستخدام هذه التقنيات في الطب والابتكار والعلاج.
إن التقنيات الحديثة بدأت تغزو جميع مناحي الحياة وأصبح الناس يفضلون الخدمات القائمة على التكنولوجيا الرقمية حيث انهم يرغبون في تلقي الرعاية الصحية من خلال أجهزتهم الذكية مباشرة حتى يستغنوا عن أخذ المواعيد المباشرة مع الأطباء المختصين فقد توافرت بعض التطبيقات الطبية للهواتف الذكية والتي يجري تطويرها الآن للتحدث إلى الطبيب مباشرة وأخذ الاستشارة منه والحصول على التشخيص والمشورة الطبية بسهولة، وكذلك فهناك بعض التطبيقات التي تتيح الفرصة للأطباء لمراقبة الحالة الصحية للمريض وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة ويمكن عن طريق الأجهزة قياس نسبة السكر في الدم وإرسالها الى الطبيب أو قياس ضغط الدم أو وظيفة الرئة، وكذلك يمكن قياس معدل ضربات القلب والنشاط البدني وأنماط النوم.
إن التقنيات الحديثة قد تحدث ثورة في عالم الطب وتحقق أحلام الجميع للاستغناء عن المواعيد وانتظار الدور والروتين الممل.