- مهام الصيانة الروتينية أدت عن غير قصد إلى قطع جميع الاتصالات في شبكات المنصة الأساسية
كريم طارق
صدقت توقعات خبير أمن المعلومات رائد الرومي بشأن أسباب العطل المفاجئ الذي أصاب منصات التواصل الاجتماعي المملوكة لفيسبوك، وذلك وفقا لتصريحاته التي خص بها «الأنباء» عبر حسابها على «تويتر» خلال فترة الشلل التام الذي أصاب تلك المنصات.
وتوقع الرومي ان الأعطال قد تعود لعدة أسباب، في مقدمتها وجود أعطال أو تحديثات في الخوادم المشغلة للمنصات، أو بسبب تغير عناوين الـ DNS الخاصة بخوادم المنصة، مما يمنع دخول المستخدمين للخوادم بشكل طبيعي او تطبيقاتها أو حتى عند محاولة زيارة مواقع الشركة عبر المتصفح، وهو ما أكدته بالفعل شركة «فيسبوك» في بيانها التوضيحي بشأن هذا الخلل.
وقد أشارت الشركة في بيانها إلى أنه وخلال العمل اليومي المكثف لصيانة هذه البنية التحتية، غالبا ما يحتاج مهندسوها إلى مشاركة النظام الذي يدير سعة الشبكة الأساسية العالمية دون اتصال للصيانة، وهو ما ينتج ربما عن إصلاح خط الألياف أو إضافة المزيد من السعة أو تحديث البرنامج على جهاز التوجيه نفسه.
وأوضحت «فيسبوك» انه خلال إحدى مهام الصيانة الروتينية هذه، تم إصدار أمر بهدف تقييم مدى توافر السعة الأساسية العالمية، والتي أدت عن غير قصد إلى قطع جميع الاتصالات في شبكتنا الأساسية، مما أدى إلى فصل مراكز بيانات «فيسبوك» بشكل فاعل على مستوى العالم.
وأشار الرومي، في تصريح خاص لـ «الأنباء»، إلى أن هذا الخلل نتج عنه مشكلة أسوأ تتمثل في تغيير في بروتوكول BGP (Border Gateway Protocol) الذي تستخدمه فيسبوك وآلاف الشركات غيرها، ويتم الاعتماد على هذا البروتوكول في توجيه الزيارات والتي تعرف بـ«الترافيك» إلى أماكنها الصحيحة ضمن خوادم فيسبوك حول العالم، مشيرا إلى أن بروتوكول BGP واحد من أهم البروتوكولات التي تنظم الحركة على الإنترنت، حيث إنه مسؤول عن نقل حزم البيانات من المستخدم إلى الخادم المناسب والعكس.
وتابع الرومي أن البيان اوضح عقبتين واجهتا ادارة وموظفي فيسبوك ألا وهما: لم يكن من الممكن الوصول إلى مراكز البيانات من خلال إلى الوسائل العادية لأن شبكاتهم كانت معطلة، وثانيا، تعطلت الخسارة الكلية لـ DNS العديد من الأدوات الداخلية التي نستخدمها عادة للتحقيق في حالات انقطاع الخدمة وحلها، وهو ما دفعهم إلى ارسال مهندسيهم إلى موقع مراكز البيانات لإصلاح المشكلة وإعادة تشغيل الأنظمة، وهو ما استغرق وقتا طويلا.
وقال الرومي إن هذه الحادثة ترجعنا بالزمن إلى عام 2019، والذي تعطلت خلاله منصة فيسبوك أيضا لأكثر من 6 ساعات نتيجة مشاكل فنية في الخوادم، وسرعان ما تم تداركها وعودتها للعمل من جديد.
وفيما يتعلق بسرية بيانات المستخدمين وفرضية تعرضها للسرقة، اكد الرومي أن هذه الأعطال لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على قواعد البيانات الخاصة بمستخدمي المنصات، اذ تتمتع بقدر كبير من الحماية خاصة في ظل عدم وجود اي اختراق للمنصات، وهو ما ينفي الإشاعات المتداولة بشأن الطفل الصيني الذي اخترق منصة فيسبوك وأحدث هذا العطل في الشبكات والمنصات.