استكمالا لحديثنا في مقالنا السابق، كذلك لكي تكون قائدا بالقدوة وقائدا فعالا، عليك بتوفير بيئة عمل تساعد على الإبداع والإنتاج والاستمتاع بأداء المهام، بيئة تجعل جميع أعضاء الفريق يشعرون بالتقدير ويفعلون ما هو ضروري لمساعدة المجموعة على النجاح.
للوصول لذلك يجب أن تنفذ وعودك، وتعمل بجهد وطاقة ملموسة، جنبا إلى جنب مع فريقك، كن أول من يتبع النظم والقوانين، وضع الثقة في فريقك، وكن مستمعا جيدا لهم.
يظهر الاستماع إلى فريقك أنك تحترمهم كأشخاص والعمل الذي يقومون به، وتريد التعرف على المزيد عنهم حتى تتمكن من القيادة بفعالية.
تفاعل معهم بطريقة هادفة حتى يشعروا بالثقة في قدراتك ويشعرون بالراحة في مواجهتك بشأن أي مشكلة. كلما استمعت أكثر، كلما تعلمت أكثر.
حاول أن تظل داعما لفريقك في كل الجوانب وخاصة في مجال تطوير أنفسهم، وقدم لهم كلمات التشجيع والثناء.
حتى القادة لا يزال لديهم مجال للنمو، من تطوير أنفسهم بحضور ورش العمل والدورات التدريبية.
من المهم أن تظهر لفريقك أنك تدرك أنه ليس لديك كل الإجابات، لكنك ملتزم باكتساب المعرفة والتعليم التي تحتاجها للتميز في دورك. سيساعدهم ذلك على الوثوق بقيادتك.
القيادة بالقدوة تؤدي إلى إنتاجية عالية، وتكوين منظومة تعج بالموظفين المخلصين. ينتج عن هذا عادة انخفاض معدل دوران الموظفين والقدرة على الاحتفاظ بالموهبة المتميزة وتوظيفها، لذلك ستجد أن الموظفين سيتمتعون بمجموعة واسعة من المهارات ويكونون أكثر قدرة على الإنتاج وستجدهم في أفضل حالاتهم العملية.
الموظفون المخلصون والسعداء لديهم أيضا نسبة أقل من الغياب، وهم أكثر التزاما وإيجابية، ويساهمون أكثر في المناقشات الجماعية، ويتطوعون للقيام بمزيد من المشاريع أو لمساعدة زميل في العمل، والتحدث عن منظمتهم بافتخار لدى الأصدقاء والعائلة.
إنهم يسعون جاهدين للخروج باستراتيجيات وخطط لدعم مهمة المنظمة، وتحقيق أهدافها، وغرضها، وقيمها.
والعكس للقيادة بالقدوة هو التناقض والنفاق في الإدارة وهو منتشر في هذا الزمان والله المستعان.
في حال عدم توافر الأمانة في القائد ومن مظاهرها المحاباة والمحسوبية، والمجاملات الشخصية، والرشوة وعدم الشفافية، واستغلال الوظيفة في تحقيق مصالح شخصية، وعدم الإخلاص في إرضاء رب البرية، فعندها ستتدمر الإدارة العملية.
عندما يقود قائد ما بالقدوة من خلال العمل جنبا إلى جنب مع فريقه، فإنه يلهم الآخرين لفعل الشيء نفسه، وعن طريق القيادة بالقدوة يتم خلق بيئة يسود بها الاحترام والثقة. بلا شك ستستفيد أي جهة عمل من وجود قادة فعالين لتوجيه الموظفين.
في هذه المقالة والمقالة السابقة، ناقشنا ما يعنيه أن تكون قدوة يحتذى بها، والطرق المؤدية لذلك، والفوائد المترتبة على كونك قائدا بالقدوة.