وليد جمعة
في ظاهرة غريبة على عادات وتقاليد أهل الكويت وتمسكهم بالقيم والتعاليم الإسلامية، وفيما يعد انعكاسا لمساوئ التكنولوجيا على الجميع وخاصة الشباب، انتشرت بالكويت مؤخرا «هبة» جديدة تتمثل في وجود كازينوهات للعب القمار «أونلاين»، ففي المقاهي والديوانيات وشتى الأماكن تجد أشخاصا من مختلف الفئات العمرية يمارسون اللعبة عن طريق التلفونات والأجهزة الذكية، مقابل مبالغ مالية، حيث ترسل الأرباح إلى حساباتهم إلكترونيا.
«الأنباء» رصدت الظاهرة واستطلعت آراء اثنين من المختصين في الشريعة وعلم النفس لمعرفة أسباب انتشارها ومخاطرها ووسائل محاربتها، حيث قالت المدربة في مجال تنمية الذات وعلم النفس رقية الشيخ ان لعب القمار «أونلاين» يمثل خطرا كبيرا على المجتمع وله العديد من الآثار السلبية وخاصة ضعف الثقة بالنفس وقلة الوازع الديني، لافتة إلى انها تؤثر بشكل سلبي على نفسيات الأشخاص.
وأشارت الشيخ إلى ان لعب القمار قد يؤدي إلى حدوث مشاكل نفسية عديدة ومنها العدوانية والنفاق وضياع الوقت وربما دمار الحياة بشكل كامل، وقد يشعر الشخص بعدم القدرة على التعايش مع المجتمع ويبحث عن طرق غير عقلانية أو مشروعة في سبيل كسب الأموال.
من جانبه، أكد رئيس قسم العقيدة والدعوة وعضو هيئة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.بسام الشطي ان الله سبحانه وتعالى حرم القمار، حيث قال سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)، الآية 90 (المائدة)، موضحا ان هذا بلاء وأحيانا يشعر الإنسان بأنها فرصة للكسب ولكنه كسب حرام وغير مشروع، وكانت من عادة الجاهلية وتدخل ضمن أكل أموال الناس بالباطل.
ولفت الشطي الى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أربعة أشياء يسأل عنها الإنسان يوم القيامة منها: ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ مناشدا الجميع سؤال أهل الذكر عن الحلال والحلال، والرجوع إلى كتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.