أعلنت الولايات المتحدة أمس عن إجراء أول محادثات مباشرة مع حركة طالبان منذ سيطرتها على أفغانستان وانسحاب القوات الغربية منها، غداة هجوم انتحاري تبناه تنظيم داعش وأسفر عن سقوط 55 قتيلا في مسجد بقندوز.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن لقاءات الوفد الأميركي مع ممثلي طالبان ستستمر يومين في الدوحة في قطر.
وأبقت واشنطن على اتصالاتها غير المباشرة مع الحكام الجدد لأفغانستان، لكن هذا كان الاجتماع المباشر الأول بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية «سنضغط لتحترم طالبان حقوق جميع الأفغان بمن فيهم النساء والفتيات وتشكل حكومة شاملة تتمتع بدعم واسع».
وشددت وزارة الخارجية على أن الاجتماع في الدوحة لا يعني بأي حال من الأحوال أن الولايات المتحدة تعترف بنظام طالبان في أفغانستان. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية «نواصل القول بوضوح إن أي شرعية يجب أن تكتسب من خلال أفعال طالبان».
في المقابل، قال وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي إن وفد بلاده بحث مع الوفد الأميركي في الدوحة فتح صفحة جديدة بين كابل وواشنطن.
وأضاف متقي، بحسب ما نقلت عنه قناة «الجزيرة» أنه تم التركيز أثناء الاجتماع على المساعدات الإنسانية وتطبيق اتفاق الدوحة للسلام المبرم مطلع عام 2020، مشيرا إلى أن وفد بلاده طالب الجانب الأميركي باحترام سيادة أجواء أفغانستان وعدم التدخل في شؤونها. وتابع أن الوفد الأفغاني طالب الجانب الأميركي أيضا برفع التجميد عن أموال البنك المركزي الأفغاني المجمدة في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا اللقاء غداة تبني تنظيم «داعش - ولاية خراسان» الهجوم الانتحاري بقندوز التي تقطنها أغلبية من «الهزارة» شمال شرق البلاد. وكشف انه يدعى «محمد الأويغوري».
وتتزامن هذه التطورات، مع تزايد أعداد الأفغان الساعين لعبور الحدود إلى إيران منذ سيطرت طالبان على البلاد قبل نحو شهرين لكن قلة منهم ينجحون في ذلك، حسبما صرح مسؤول. وقبل تولي طالبان الحكم، كان يعبر بين 1000 و2000 شخص إلى إيران من مركز زرنج الحدودي في ولاية نمروز في شمال غرب البلاد، شهريا.
لكن المسؤول عن الحدود في ولاية نمروز، محمد هاشم حنظلة قال لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع إن عدد الأشخاص الساعين للعبور ارتفع إلى بين 3000 و4000 يوميا.
وقال حنظلة إن عددا قليلا جدا منهم يحملون الأوراق الضرورية للعبور.