لا يختلف اثنان على أن الكويت قدمت الغالي والنفيس لكل من يعيش على أرضها، سواء كان مواطنا أو مقيما بصورة قانونية أو غير قانونية، ونحن هنا لسنا بمعرض الدفاع عن الكويت الحبيبة، لكن حديثنا يأتي لإلقاء الضوء على الوضع الحقيقي في الدولة وذلك فيما يتعلق بالمعاملة التي تقدمها للجميع دون استثناء.
فالكويت قدمت، ومنذ حباها الله بأنعمه التي لا تحصى، من خيرها للجميع، ولم تحصر ذلك على مواطنيها فقط وإنما قامت بواجبها الإنساني تجاه كل من يقيم على أرضها دون تمييز والتاريخ يشهد لها بما فيه تقدير الأمم المتحدة للدولة من خلال اختيارها بلدا للإنسانية وتمثل في اختيار سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، قائدا للإنسانية، فكان أول لقب يتم اختياره من قبل أهم هيئة في العالم.
والدولة لم تقصر أبدا على أكثر من صعيد اجتماعي وإنساني وخلافه، فقدمت منذ بداية نهضتها الملازمة لظهور النفط فيها التعليم المجاني لكل من يقيم على أرضها وجعلته إلزاميا للجميع مرورا بعهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه، حيث فرض التعليم فيها وجعله مجانياً للجميع.
كما أن جهود الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية واضحة تجاه هذه الفئة، إذ لم يدخر جهدا منذ بداية إنشائه بما يعكس اهتمام الدولة عبر تخصيص جهاز بهذا الكادر الكبير لخدمة فئة غير محددي الجنسية، وعلى رأس تلك الجهود دور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الذي له بصمات بالغة الأهمية لدعم هذا الجهاز، ومن ورائه أيضا رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة.
وهناك إحصاءات وأرقام تظهر إنجازات الجهاز، حيث أصدر في عامي 2019 و 2020 حوالي 1312 هوية إعاقة، و640 لوحة مرور، و 4563 رخصة قيادة جديدة، وذلك في لفتة إنسانية لها قيمة كبيرة بالتخفيف عن تلك الشريحة لتسهيل أمورهم الاجتماعية.
وعلى صعيد التعليم تم قبول 82 طالبا وطالبة في العام الدراسي 2019 /2020، ليصبح عدد الطلبة المقيدين 421، وبلغ عدد الخريجين 336 عام 2019، أما على صعيد الخدمات التموينية الممنوحة للمقيمين بصورة غير قانونية وفق إحصائية وزارة التجارة والصناعة فقد بلغ عدد المستفيدين منها 105.107 أفراد بتكلفة قدرها 5790196 دينارا.
كذلك قدمت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية المستحقات للمتقاعدين الأحياء من المقيمين بصورة غير قانونية منذ بداية تطبيق قانون التأمينات وشملت 786 فردا، وبلغ أعداد أبناء ذوي المتوفين الذين يتقاضون أنصبة مستحقة 3033 شخصا.
وعلى صعيد التوظيف في وزارة الصحة من خلال الجهاز، تم توظيف 131 طبيبا، و595 ممرضا، و45 سائق إسعاف، و580 وظيفة أخرى في الوزارة.
أما على صعيد المساعدات الخيرية، فتم تقديم مساعدات مالية لـ 16425 أسرة بإجمالي 14575836 دينارا، ومساعدات عينية بقيمة 504253 دينارا لـ5621 فردا، وغيرها الكثير.
ومما سبق يتضح لنا جميعا أن الكويت قدمت كل ما يمكن تقديمه لتلك الشريحة رغم أنها غير ملزمة بذلك من منطلق أن الدولة ملزمة بخدمة مواطنيها كما تقضي كل الأعراف الدولية.
والله الموفق.
[email protected]