عندما يدخل الذئب حوش الغنم لا يترك منها واحدة حية، على الرغم من أنه وحده وهي قد تكون أكثر من ثلاثين نعجة وتكفيه ربع واحدة منها ليمتلئ بطنه ويشبع أسبوعا كاملا، لكنه السعار الذي يجعله لا يرتاح حتى يفتك بكل الأغنام خاصة إذا حشرها داخل مكان مغلق.
هذه المعلومة يعرفها أصحاب الحلال الذين لم تمر عليهم حادثة هجوم ذئب ونجت حتى نعجة واحدة.
الآن وباء كورونا فيه كل صفات الذئب خاصة (السعار) فهو حين يهجم يفتك بكل من تواجد في المكان نفسه لا يعفي منهم أحدا وأكبر أمثلة سعاره تلك الحادثة المشهورة في كوريا الجنوبية حين تسببت سيدة واحدة مريضة في إصابة ألف من مرتادي كنسيتها، وكذلك هناك حادثة أخرى مشهورة في حفل زفاف لمغتربين عراقيين يعيشون في لندن حيث فتك كورونا بأغلب كبار السن الذين حضروا ذلك العرس حتى انه أباد عائلة بأكملها.
نحن في الكويت ولله الحمد، بدأت بالانخفاض حتى وصلت الوفيات الى صفر والحالات الحرجة الى 10 فقط، وبدلا من أن نحافظ على هذه الانفراجة الكبيرة ونهدأ قامت «التربية» بإرسال 400 ألف طفل الى المدارس، 100 ألف منهم غير مطعمين هم طلبة الابتدائي.
مر الأسبوع الأول على خير لكن مع نهايته بدأنا نسمع عن الإصابات، حتى انها وصلت إلى 3 حالات في 3 مدارس مختلفة كل هذا في أسبوع واحد وفي مناطق جغرافية مختلفة في الجهراء والصابرية وعبدالله المبارك.
وإذا تعلمنا شيئا من سلوك ومسار وباء كورونا أنه يبدأ ببطء وبحالات قليلة ثم فجأة وبعنف ترتفع أعداد الحالات بطريقة صاروخية ومندفعة وتبدأ غرف العناية المركزة بالامتلاء من الحالات التي تبدأ بالتوافد بكثرة وبأعداد مضاعفة كل يوم عن الذي سبقه حتى توشك المنظومة الصحية على الانهيار.
سؤالي لوزارتي الصحة والتربية، لماذا الانتظار حتى الانفجار الكبير الذي غالبا والعلم عند الله ستبدأ علاماته في الأسبوع الرابع وخروج الوضع عن السيطرة؟ لماذا لا يتم الإعلان عن التحول فورا للتعليم عن بعد في الفصل الأول على الأقل حتى نضع مثل (المطبة) أمام تقدم الوباء ونخفف سرعة انتشاره حتى نعدي هذه المرحلة الحرجة.
٭ نقطة أخيرة: بخلاف احتمال انفجار الحالات، هناك أمر آخر وهو عدم استعداد وزارة التربية في جوانب كثيرة للعام الدراسي الحالي وأهم أدلتها هو إعلان التربية عزمها على التعاقد مباشرة مع 2000 عامل وعاملة نظافة محليا، من أين؟ «ما ندري»!!
عندك نقص 2000 عامل في أهم جوانب العملية التربوية وهي النظافة لماذا الاستمرار في المكابرة؟ ليش ما تطلع وتقول عندي نقص في بعض الجوانب واحتاج الى وقت لتعويضها بدلا من العبارة الجاهزة التي سمعناها عدة مرات «نحن جاهزون نحن جاهزون».
الجاهزون يا وزارة التربية ما يكون عندهم نقص 2000 عامل نظافة.
ghunaimalzu3by@