في ظل شح المياه وتقلص المساحات القابلة للزراعة في مناطق عدة حول العالم، تبرز أهمية تقنية الزراعة المائية، لتشكل حلا محتملا يتصدى لتحديات الأمن الغذائي والمائي، وداعما أساسيا للاقتصادات المحلية.
والزراعة المائية منهج حديث يمثل ثورة مستقبلية تمهد لتغيير استراتيجي في عالم الزراعة للتحول من الطرائق التقليدية إلى طرائق حديثة أثبتت نفسها كبديل حيوي ومهم في ظل تحديات التغير المناخي والبيئي ومحدودية الموارد الطبيعية والاقتصادية.
لذا، عندما نخبر الناس بأننا نزرع منتجاتنا باستخدام الزراعة المائية، فإننا عادة ما تكون ردة فعلهم هي:
«يبدو رائعا... يبدو أن له علاقة بالطعام الصحي.. صحيح؟» انظروا، بدون تربة! لقد اعتدنا على زراعة النباتات في الحقول والحدائق لدرجة أننا نجد أي شيء آخر غير عادي تماما، ولكنها الحقيقة.
فما الزراعة المائية؟
الزراعة المائية هي مشروع زراعي يندرج في قائمة أساليب تكنولوجيا الزراعة الحديثة والمبتكرة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي لا تعتمد على التربة كغيرها من أساليب الزراعة الأخرى، إذ يمكن الاستغناء عنها أو استخدام كميات ضئيلة منها، فهي تعتمد بشكل أساسي على المياه الغنية بالمغذيات التي تسهم في نمو النباتات.
كما أنها تسهم في ترشيد استهلاك المياه والأسمدة، ندرة استخدام المبيدات والمواد الكيميائية، تحقيق الأمن الغذائي.
ويرى الخبراء والمختصون أن الزراعة المائية تعتبر حلا مثاليا للبلدان التي تعاني من محدودية مساحات الأراضي الزراعية، كما أنه هناك عوامل عدة أدت إلى تفعيل دول المجلس التعاون لتقنيات الزراعة المائية على مدار العقد الماضي، وذلك بهدف التصدي لمشكلات هيمنة الطبيعة الصحراوية على أراضيها، مع ندرة الموارد المائية والتغيرات المناخية وتقليص حجم الاعتماد على الواردات الغذائية.
كما أن الاستثمار في الزراعة المائية له عوائد سريعة على الاستثمارات، نظرا لسرعة دوران رأس المال، والتكاليف المنخفضة للتقنية المستخدمة في الزراعة الأفقية، ولا تتطلب الزراعة المائية شاحنات مكلفة لنقل المحصول لمسافات طويلة، إذ يمكن الزراعة في أماكن قريبة من مراكز الاستهلاك.
فما رأيك عزيزي القارئ؟
[email protected]