اجتمع قادة دول مجموعة العشرين خلال قمة استثنائية افتراضية وبحثوا التطورات في أفغانستان، حيث ركزت المحادثات التي استضافتها إيطاليا امس على الوضع الإنساني والأمني بعد تولي حركة طالبان السلطة.
وعملت إيطاليا، التي ترأس حاليا مجموعة العشرين، بجد لعقد هذا الاجتماع في ظل الاختلاف الكبير في وجهات النظر في دول المجموعة إزاء التعامل مع أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي من كابول.
واستهل الاتحاد الأوروبي أعمال اللقاء بالإعلان عن حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار) لأفغانستان الغارقة في أزمة إنسانية.
وفي كلمة له أمام القمة عبر تقنية الفيديو، قال أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن بلاده ساهمت في إقامة «أكبر جسر جوي في التاريخ» ساعد بإجلاء الآلاف من جنسيات مختلفة من أفغانستان.
وأعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الفرق الفنية القطرية ساهمت في إعادة تأهيل مطار كابل خلال 10 أيام «كما ساهمت دولتنا في إقامة أكبر جسر جوي في التاريخ ساعد في إجلاء آلاف الأفراد والعائلات من الجنسيات المختلفة من أفغانستان».
وأكد أن قطر حريصة على أن «ينعم الشعب الأفغاني بالأمن والاستقرار، فهما شرطا التنمية والرخاء وانطلاقا من هذه الرؤية وقناعتنا بحل النزاعات بالطرق السلمية فقد جعلنا من الحوار وتسوية المنازعات ركيزة أساسية لسياستنا الخارجية، ونؤكد على حرصنا الدائم وموقفنا الثابت من دعم الشعب الأفغاني وحقه في العيش بكرامة وتحقيق المصالحة والتعايش السلمي بين جميع أطيافه ومكوناته»، مشددا على أنه «يجب ضمان حرية الحركة والتنقل في أفغانستان وقد كنا ولا زلنا من أكثر الدول الساعية لتيسير ذلك».
وأضاف: «أثبتت التجربة أن العزلة والحصار يؤديان إلى استقطاب المواقف وردود الفعل الحادة أما الحوار والتعاون فيمكن أن يقود إلى الاعتدال والتسويات البناءة»، داعيا قادة مجموعة العشرين والمجتمع الدولي إلى «انتهاج مقاربة عملية تجاه المسألة الأفغانية، تترجم من خلال الأقوات والنوايا الحسنة إلى خطوات عملية تضمن الموازنة بين حقوق الشعب الأفغاني في الحرية والكرامة وحقوقه في الوصول إلى الغذاء والدواء والتنمية».
ولفت أمير قطر إلى أن «هذا يتطلب أن يكون هناك موقف دولي موحد وخطة طريق ترسم المسؤوليات والواجبات المناطة بحكومة تسيير الأعمال في أفغانستان وتوقعات المجتمع الدولي منها دون فرض وصاية، وتوضح في المقابل مسؤولياتنا وواجباتنا جميعا تجاه هذا البلد وشعبه».
من جهته، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن ناقش الوضع في أفغانستان مع قادة مجموعة العشرين بما في ذلك التهديدات التي يمثلها تنظيم (داعش - ولاية خراسان).
وأضاف البيت الأبيض أن القادة أعادوا التأكيد أيضا على التزامهم بتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني مباشرة من خلال منظمات دولية مستقلة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعلنت في بداية القمة الافتراضية عن حزمة مساعدات من أجل «تجنب انهيار إنساني واجتماعي واقتصادي كبير» في أفغانستان.
وقالت إن الأموال تضيف 250 مليون يورو إلى مبلغ 300 مليون يورو أعلنه الاتحاد الأوروبي من قبل لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، فيما يذهب الباقي إلى الدول المجاورة لمساعدتها على استقبال الأفغان الفارين من حكم طالبان.
وشددت على أن أموال الاتحاد الأوروبي هي «دعم مباشر» للأفغان وسيتم إيصالها إلى المنظمات الدولية العاملة على الأرض، وليس إلى حكومة طالبان المؤقتة التي لا تعترف بها بروكسل.