مع نهاية فترة «الأصفري» وبداية فترة الوسم، يتوقع الخبير الفلكي عادل المرزوق اعتدالا في الطقس وانخفاضا في درجات الحرارة.
وشرح المرزوق أنواء فترة الوسم الأربعة وتوقعاته بالطقس خلالها، وكذلك حالة الطقس في نهاية الشهر الجاري..فإلى التفاصيل:يوم غد الجمعة 15 أكتوبر تدخل علينا الفترة المشهورة والمعروفة بفترة الوسم التي تبشر باعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة وتنقسم إلى 4 أقسام أو 4 أنواء على مدى 52 يوما ومدة كل قسم أو نوء 13 يوما، حيث تنتهي يوم 5 ديسمبر المقبل، وهي تدخل بعد فترة الأصفري الذي ينتهي اليوم، حيث تكون هذه الفترة مضرة وتكثر فيها الأمراض الموسمية مثل أمراض البرد والإنفلونزا.
وتكون بداية فترة الوسم مع دخول النوء الأول هو نوء العواء، وهو ينتهي يوم 28 يناير وهو نجم ضخم جدا يسمى باللغة الإنجليزية zavijava من نجوم نصف الكرة الأرضية الشمالي وهو جزء من مجموعة نجمية تتكون من خمسة نجوم تكون في برج العذراء وما يميزها انه ألمعها وتظهر هذه النجوم في السماء في يوم 22 سبتمبر وتختفي في يوم 22 مارس، ويبعد نجم العواء عن الكرة الأرضية بحوالي 32.62 سنة ضوئية، ويعتبر من النجوم القريبة من الأرض.
ونوء العواء هو أول الأنواء في فترة الوسم ويلاحظ أن الجو في هذه الفترة يكون غير معتدل وغير مستساغ والرياح غير مستقرة وتكون متقلبة الاتجاه كما أن الحرارة متقلبة والجو غير مستقر وتكثر فيه الإصابة بالزكام، أما الأمطار فإنها نادرة السقوط في أول هذا النوء وغير مستبعد أن تسقط في أواخره، أما معدل درجات الحرارة فيكون في حده الأعلى 34 مئوية والحد الأدنى له يكون 18 مئوية، وتقول العرب في سجعها عن العواء: «إذا طلع العواء ضرب الخباء وطاب الهواء وكره العراء وشنن السقاء».
والنوء الثاني هو نوء السماك: ويسمى فلكياً بالسماك الرامح ويسمى باللغة الإنجليزية arcturus وهو نجم في مجموعة العواء وهي المجموعة النجمية التي يستطيع الشخص العادي وبالعين المجردة أن يراها في فصل الربيع، ويعتبر هذا النجم عملاقا أحمر اللون وتبلغ شدة ضيائه أكثر 200 مرة من ضوء الشمس ويبلغ حجمه أكبر بنحو 22 ضعفا من حجم الشمس.
يبدأ هذا النوء في يوم 29 أكتوبر وينتهي في يوم 10 نوفمبر، وتنخفض فيه درجات الحرارة ويبدأ المظهر الشتوي في الظهور حيث تكثر في السماء الغيوم.
والنوء الثالث هو نوء الغفر، ويبدأ هذا النوء يوم 11 نوفمبر وهو من النجوم التي تكون موجودة في السماء طوال العام تقريبا ويمكن مشاهدته في الفجر واسمه الفلكي باللغة الإنجليزية admin وهو يتكون من ثلاثة نجوم خافتة الضوء تقع في الجنوب بين زباني العقرب أو قرون العقرب في برج العذراء غربا وبين نجم الزبانا في برج الميزان شرقا، ويبعد هذا النجم عن الأرض بمسافة قدرها 235 سنة ضوئية.
وهو أول النجوم التي تسميها النجوم اليمانية أو الجنوبية وظهور نجم الغفر دليل على ازدياد في انخفاض درجة حرارة الجو في الليل ولكن تبقى الحرارة في النهار معتدلة ويقال إن المطر الذي يسقط في فترة نوء الغفر هو المطر الذي ينبت ويظهر الكمأة أو (الفقع) في الأرض، ولكن هناك ملاحظة تذكرها العرب في شبه الجزيرة العربية وهي النهي عن شرب الماء في الليل وقبل النوم بعد أن يدخل نوء الغفر، ولعل السبب يرجع في ذلك الى أن البرودة التي تهبط فيها درجات الحرارة في الصحراء في الليل وفي الخيام أو بيت الشعر قد يعجز فيها الإنسان بسبب هذه البرودة من القيام من الفراش لقضاء الحاجة.
وبداية هذا النوء تكون مع غيوب النجم الأحيمر والذي يسمى باللغة الإنجليزية (Antares) ويسمى بالفلك «قلب العقرب» أما رأس العقرب فهو النجم الأكليل وذنبها النجم الشولة. غيوب النجم الأحيمر يستمر أربعين يوما.
وفترة غيوب هذا النجم هي الفترة التي تزيد فيها الرياح النشطة التي تسبب الغبار والعواصف القوية فهي مؤشر على التغير بحالة الجو واضطراب البحر وهيجانه.
والنوء الرابع وهو نوء الزبانا وهو النوء الأخير من فترة الوسم، ويبدأ في يوم 23 نوفمبر وينتهي يوم 5 ديسمبر، واسمه الفلكي ألفا الميزان أو ما يسمى باللغة الإنجليزية alpha librae كما أن اسمه التقليدي zubenelgenubi وهو اسم مشتق من الاسم العربي الزبانا التي هي عبارة عن نجمين أبيضين شديدي اللمعان وهما قرنا العقرب ويبعد هذا النجم عن الأرض بحوالي 75 سنة ضوئية وخط سيرهما الفلكي تقريبا في نفس خط سير الشمس، ولذلك فإنه يمكن أن يحتجب هذا النجم بالقمر أو الكواكب الشمسية الأخرى ولا يمكن مشاهدته وهو النوء الأخير في فترة الوسم وبعده تدخل المربعانية مباشرة، ولذلك ترى السماء في أغلب الأوقات فيها كثير من الغيوم التي تكون في العادة بها أمطار نتيجة لهبوب الرياح الجنوبية، وهذا النوء هو أكثر أنواء الوسم سقوطا للأمطار كما أن الجو في الليل والصباح يكون شديد البرودة أما معدل درجات الحرارة فيكون في حده الأعلى 22 مئوية والحد الأدنى له 10 مئوية، فتقول العرب في سجعها عن الزبانا: «اذا الزبانا حدث لكل ذي عيال شانا ولكل ذي ماشية هوانا فأجمع للشتاء ولا تتوان».
وفترة الوسم هي مصطلح لفترة زمنية وليست مصطلحا لنجم يعرف في السماء ولكنها عرفت في ارتباطها بالنجوم وقد اعتمد حساب هذه الفترة وعلى النجوم في منازل القمر وعرفت هذه الفترة بأنها فترة بداية سقوط الأمطار التي تأتي بعد فترة جفاف طويلة خلال فصل الصيف. وسميت هذه الفترة بهذا الاسم لأنه يجعل الأرض موسوم.
ونشير إلى حالة الطقس حتى نهاية هذا الشهر في منطقة شمال الخليج العربي، فالمنطقة لا تزال خاضعة الى تأثير منخفض جوي تبلغ قوته بين (1010 و1013) مليبارا، وسيؤدي هذا المنخفض الجوي إلى هبوب رياح شمالية غربية وهي رياح هادئة تكون سرعتها بين الخفيفة والمعتدلة السرعة لا تزيد سرعتها على (15) كم/ س ولكن سوف تنشط هذه الرياح وقد تصل سرعتها إلى أكثر من (35) كم/ س وذلك من مساء الأربعاء المقبل، وقد تستمر هذه الرياح التي تنشط على فترات حتى مساء يوم السبت 23 الجاري.
تجدر الإشارة الى ان فرصة سقوط الأمطار خلال فترة الأسبوعين القادمين يبدو أنها صعبة وشبه منعدمة أو غير متوقعة خلال هذه الفترة.