أكد مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تعمل على توسيع نطاق اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية الذي أطلقته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تعرف بـ «اتفاقات أبراهام» أو الاتفاقات الإبراهيمية، وتأمل أن تساعد إقامة علاقات من هذا القبيل في إحراز تقدم على صعيد حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
جاء ذلك قبيل استقبال إدارة الرئيس الأميركي جو بادين وزيري الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وعقدهما اجتماعا ثلاثيا مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ومن جهته قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد امس إنه يعتزم زيارة إسرائيل قريبا، مضيفا أن الإمارات راضية عن علاقاتها المتنامية مع إسرائيل.
وأضاف الوزير، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد، أنه لا يمكن الحديث عن سلام في المنطقة في غياب حوار بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال ان الفلسطينيين هم العنصر الأهم في تحقيق السلام في المنطقة. وأكد بن زايد ان بدء لقاءات فلسطينية ـ إسرائيلية خطوة جيدة لتحقيق السلام.
وتابع بن زايد ان الولايات المتحدة جادة في تغيير الخطاب في المنطقة، مضيفا ان اتفاقيات السلام مع إسرائيل ستنعكس إيجابا على السلام في المنطقة.
وتطرق بن زايد الى الازمة اليمنية، قائلا إن بلاده لا تريد ظهور حزب الله آخر في اليمن. وقال ان ميليشيات الحوثي لا تريد إنهاء الصراع، مؤكدا «لا نريد تكرار تجربة جنوب لبنان في اليمن».
من جهته، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى «خيارات أخرى» إذا فشل المسار الديبلوماسي على صعيد البرنامج النووي الإيراني، فيما أكد نظيره الإسرائيلي أن بلاده تحتفظ بحق استخدام القوة ضد طهران.
وقال بلينكن في تصريح للصحافيين إنه يأمل نجاح المحادثات مع إيران إلا أنه حذر من أن الهامش المتاح «آخذ بالانحسار».
وفي رد على تلويح نظيره الإسرائيلي يائير لابيد باستخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية، قال بلينكن باقتضاب «نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغير إيران مسارها».
وقال ان الرئيس جو بايدن ملتزم بعدم حصول إيران على سلاح نووي، واضاف: لم نشهد أي رغبة من إيران في الديبلوماسية لحل الأزمة النووية.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي لابيد ان إسرائيل تحتفظ بالحق في التحرك ضد سعي إيران لامتلاك قنبلة نووية، مؤكدا ان إيران اقتربت من امتلاك قنبلة نووية، محذرا، على إيران أن تدرك خطورة سعيها الحصول على سلاح نووي.
وقال ان العالم المتحضر لن يسمح لإيران بامتلاكه.
وحول التعاون مع دولة الامارات، قال لابيد ان الشركات الإماراتية والإسرائيلية تتعاون في مشاريع جديدة.
وكانت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أكدت عند استقبالها لابيد أمس الأول، عن «دعم حازم» لاتفاقات الاعتراف بإسرائيل التي وقعت في سبتمبر 2020 مع الإمارات والبحرين، ثم تبعهما المغرب والسودان.
واعتبر الملياردير الجمهوري ترامب «اتفاقات أبراهام» أحد أبرز نجاحاته الديبلوماسية.
اليوم، قرر الرئيس بايدن الذي لا يرى أي تقدم محتمل على المدى المتوسط بشأن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني أن يسير بحزم على خطى سلفه وأن يتبنى الدينامية التي خلقتها هذه الاتفاقات التاريخية.
وقال المسؤول الأميركي الكبير إن «هذه الاتفاقات أظهرت أن هناك فوائد حقيقية في كسر الحواجز وزيادة التعاون وخاصة من خلال تشجيع التنمية الاقتصادية». وأضاف: «نعمل بنشاط على توسيعها»، رافضا في الوقت نفسه تسمية أي دولة بشكل خاص.