- استمرار التجارب لتحديد الطرق المثالية لرفع معدل نمو الهجين إلى الحجم التجاري
- اختيار سمكتي السبيطي والشعم لأنهما من العائلة نفسها ويمكن إجراء التزاوج بينهما
- السبيطي سمكة مفترسة وعدائية ونموها عالٍ وتسويقها ممتاز جداً لأن سعرها أعلى
- تشابه شكل الهجين في مظهر الجسم بسمكة السبيطي يؤدي للحصول على سعر أفضل
- الشعم سمكة هادئة وإنتاجها في المفرخ سهل وبكثافات كبيرة لأنها شديدة الخصوبة
- الاستزراع يسهم في سد جزء كبير من الطلب دون انتظار مواسم الصيد أو الاستيراد
دارين العلي
في إنجاز جديد، تمكن الباحثون في معهد الكويت للأبحاث العلمية من إنتاج نوعين مهجنين من الاسماك، أحدهما من تزاوج أنثى سمكة الشعم وذكر السبيطي، وتمت تسميتها «شبيطي»، والأخرى من تزاوج أنثى السبيطي وذكر الشعم وسميت «سبيطم»، وذلك ضمن إسهامات المعهد في تنويع طرق الاستزراع السمكي لتعزيز الأمن الغذائي من الأسماك.
وأظهرت الابحاث التي يجريها قطاع مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ضمن برنامج ادارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي نتائج مشجعة بالاسماك المهجنة وتفوق نوعي الهجين في معدل النمو بالمقارنة بالأمهات بالإشارة لعدم وجود اختلاف واضح في معدل النمو بين النوعين.
هذا ما أكده الباحثان العلميان العاملان على المشروع د.محمد علي وعادل الصفار لـ «الأنباء»، مشددين على ضرورة إجراء المزيد من التجارب لتحديد الطرق المثالية لرفع معدل نمو الهجين إلى الحجم التجاري في أقل فترة ممكنة، لمساهمة الأسماك المهجنة المستزرعة في سد جزء من متطلبات الأمن الغذائي.
وأضاف الباحثان: لوحظ أن بعض الأسماك تتمتع بصفات بيولوجية مرغوبة للاستزراع ولديها في الوقت نفسه بعض الصفات غير المرغوبة، ومن هنا أتت فكرة إنتاج السمك المهجن في محاولة للحصول على الصفات المرغوبة من كلا الأبوين وعلى أمل أن تظهر هذه الصفات في الأجنة، موضحين انه تم اختيار سمكتي السبيطي والشعم لهذه المهمة، حيث إنهما من العائلة نفسها ويمكن إجراء عملية التزاوج بينهما، في حين لا يمكن القيام بعملية التزاوج بين السبيطي والهامور، على سبيل المثال، لأنهما من عائلتين مختلفتين.
صفات الأسماك
وتابعا: الشعم سمكة هادئة وتتقارب مع قريناتها بطبعها ولا تقفز من الأحواض بسبب الأصوات أو الذبذبات الناتجة عن الطرق أو إدخال الشبك في الحوض لجمع العينات على سبيل المثال، أو حدوث الرعد والبرق، وإنتاجها في المفرخ سهل وبكثافات كبيرة لأنها شديدة الخصوبة، ومعدل التفقيص وبقاء اليرقات والإصبعيات جيد مقارنة بسمكة السبيطي، ومن المآخذ على سمكة الشعم بطء نموها وانخفاض سعرها التسويقي مقارنة بسعر السبيطي.
وذكرا ان سمكة السبيطي نموها عال مقارنة بسمكة الشعم (نحو ضعف معدل النمو)، وتسويقها ممتاز جدا لأن سعرها أعلى وعرضها في السوق قليل، في حين أن الصفات الاستزراعية غير المرغوبة لسمكة السبيطي كونها مفترسة وعدائية ولا تحب الكثافات العالية، وهي حساسة تحاول القفز من الحوض عندما تشعر بالخوف أو سماع الأصوات الناتجة عن الذبذبات، ومحاولة القفز تؤدي إلى سقوطها خارج الحوض أو جرحها، إضافة إلى أن إنتاجها في المفارخ صعب، ومعدل بقاء الإصبعيات متدن بعكس الشعم.
نجاح التهجين
وأوضحا ان الباحثين نجحوا في انتاج سمك مهجن من نوعين، أحدهما من تزاوج أنثى الشعم وذكر السبيطي وتم تسميتها «شبيطي»، والأخرى من تزاوج أنثى السبيطي وذكر الشعم واطلقوا عليها «سبيطم»، حيث جرى العرف بين الباحثين الذين يطلقون أسماء على الكائنات التي تم تهجينها أن يجعلوا أول حرف من اسم المهجن هو أول حرف من اسم الأم.
ولفتا الى ظهور نتائج مشجعة في الهجين مثل تشابه شكل الهجين مع مظهر الجسم بسمكة السبيطي، مما يؤدي إلى الحصول على سعر أفضل في السوق، وشبهه لسمكة الشعم في زيادة نسبة بقاء اليرقات، مما يعني التفوق في إنتاج الإصبعيات، إضافة إلى اختفاء صفتي القفز من الأحواض وتدني سلوك العض بين اصبعيات المهجن.
الأمن الغذائي
وحول اهمية ذلك بالنسبة للأمن الغذائي، عرف الباحثان الأمن الغذائي بأنه قدرة الدولة على توفير السلع والمواد الغذائية كليا أو جزئيا ولا يعني ذلك بالضرورة إنتاج كل الاحتياجات الغذائية الأساسية، بل يقصد به أساسا توفير المواد اللازمة لهذه الاحتياجات من خلال منتجات أخرى يتمتع بها البلد.
المحلي والمستورد
تطرق الباحثان الى الفارق بين المستورد والمحلي من الاسماك، ففي عام 2016 مثلا بلغ اجمالي الأسماك والروبيان المطروح في الأسواق بالكويت 16275135 كيلو غراما وبلغ المصيد المحلي منها 5492802 كيلوغرام بنسبة 34%، وبلغ المستورد منها بنسبة 65% والمستزرع منها 196610 كيلوغرامات بنسبة 1.2%، ومن الواضح أن نسبة الأسماك المستوردة عالية جدا، وانه بمقدور نشاط استزراع الأسماك المساهمة في سد جزء كبير من الطلب على الأسماك طوال العام دون الحاجة الى انتظار مواسم الصيد في البحر أو الاستيراد، وبالتالي المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي من الأسماك.
أهمية كبيرة
وتحدثا عن أهمية الاستزراع، حيث أولى معهد الكويت للأبحاث العلمية أهمية كبيرة للنشاطات البحثية المتعلقة في استزراع الأسماك من خلال برنامج الاستزراع السمكي واستطاع أن يتبوأ مركز الريادة في أبحاث الاستزراع السمكي بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، ويتم في موقع برنامج الاستزراع السمكي بمنطقة رأس الأرض بالسالمية إجراء التجارب على استزراع أسماك محلية مثل السبيطي والهامور والزبيدي والشعم وأنواع مستوردة من أسماك المياه العذبة مثل البلطي، كما قام المعهد أيضا باستزراع الروبيان بهدف التوصل إلى تقنيات استزراع أسماك ذات أهمية تجارية وجعل هذه التقنية في متناول شركات القطاع الخاص لغرض الاستثمار التجاري ومساندة عملية تطوير القطاع السمكي.
نجاحات غير مسبوقة
وبينا ان «الأبحاث» استطاع تسجيل نجاحات غير مسبوقة في تبيض وتربية أسماك الهامور والسبيطي والشعم والزبيدي، ويعكف الباحثون حاليا على حل المشكلات المتعلقة بالإنتاج التجاري لهذه الأسماك بأفضل الطرق، كاستخدام الأقفاص العائمة في البحر أو استخدام الأحواض على اليابسة مع تدوير المياه بعد تنقيتها.
تغذية اليرقات
وأوضح الباحثان عملية تغذية اليرقات على الغذاء الحي، وهي عبارة عن كائنات صغيرة جدا تسمى «الروتفرا» وهذه بدورها تربى بكميات كبيرة جدا حيث تتم تغذيتها على الطحالب الخضراء المجهرية، وتزود يرقات الأسماك بمعدل خمس «روتفرا» لكل ملليتر من ماء حوض التربية في اليوم، كما تتغذى بعد الروتفرا وفي مرحلة متطورة من عمرها، بكائنات حية تسمى «ربيان الموالح»، ولإنتاج الغذاء الحي تستخدم تقنيات متطورة من مثل التحكم بدرجة الحرارة والإضاءة، وبعد مرحلة اليرقة تبدأ الأصبعيات ومن ثم التسمين، ويراعى خلال هاتين المرحلتين توفير الغذاء المطحون الذي تتوافر فيه جميع عناصر متطلبات النمو الجيد للأسماك، وبحكم أن تربية الأسماك تعتمد على الكثافة العالية، فان هناك قابلية لظهور بعض الأمراض بسبب الكثافة العالية وانخفاض جودة المياه، لذا، فان هناك مراقبة دائمة على جودة المياه ودراسة طرق تنقيتها والوقاية من الطفيليات.
تبييض السبيطي طوال العام
ذكر الباحثان ان من الدراسات التي قام بها المعهد، جعل سمكة السبيطي تبيض على مدار العام تقريبا وفي خارج موسم تكاثرها الطبيعي ما بين شهر فبراير وأبريل وذلك من خلال التحكم بالوسط البيئي كفترات الإضاءة ودرجة حرارة الماء، حيث يبدأ موسم تكاثر السبيطي مع بدء زيادة ساعات النهار وارتفاع درجة حرارة ماء البحر وهما المؤشران اللذان يحفزان السمكة للانخراط في التزاوج وإنتاج البيض.
وتابعا: ما قامت به الدراسة هو أقلمة مجموعات من إناث وذكور السبيطي في أحواض تحت نمط ثابت من الإضاءة ودرجة حرارة الماء، بعدها يبدأ تغيير الإضاءة ودرجة الحرارة على فترات مختلفة من ابريل إلى يونيو، وتغييرها في أحواض أخرى في الفترة من يونيو إلى سبتمبر، وبذلك تبيض أسماك السبيطي في فترات مختلفة، وبالتالي الحصول على البيض على مدار العام مما يعزز الإنتاج التجاري لهذه السمكة.
محاور أبحاث الاستزراع السمكي
أشار كل من د.محمد علي وعادل الصفار الى ان مجال أبحاث الاستزراع السمكي يتضمن عدة محاور منها: رعاية أمهات الأسماك البياضة، وتقنية إنتاج اليرقات وتربيتها إلى إصبعيات (الأسماك الصغيرة بعد تعدي مرحلة اليرقة)، وإنتاج الغذاء الحي، والتغذية، وصحة ووقاية الأسماك.
واضاف الباحثان ان المحافظة على أمهات الأسماك البحرية في الأحواض تتطلب توفير البيئة المناسبة وتغذية هذه الأمهات (الذكور والإناث) وتزويدها بالماء النظيف طوال اليوم وحمايتها من الأمراض حتى يحين موسم تكاثرها وبالتالي الحصول على البيوض الملقحة لزوم التفريخ والإنتاج، ويتم جمع آلاف البيوض الملقحة من الإناث خلال موسم التزاوج ووضعها في أحواض خاصة حتى تفقس، بعد يوم أو يوم ونصف اليوم، تبدأ بعدها مرحلة اليرقة التي تستمر نحو 45 يوما.