الكرم والجهود والتضحية للمشاية من الملايين العراقيين، وعبر مئات الكيلومترات نحو كربلاء للتشرف بزيارة الإمام الحسين عليه السلام في «يوم الأربعين»، تجدد له الولاية والفداء وهو رمز لطلب الإصلاح في الأمة!
لماذا لم تمش إلى صناديق الانتخاب التي لا تبعد عنها سوى بضعة أمتار؟!
استفهام وجهته إلى بعض الإخوة العراقيين داخل العراق وخارجه، فأفادوا بما ملخصه ما يأتي:
٭ مشينا وذهبنا إلى صناديق الانتخاب وللأسف وبمرارة ضاعت وسرقت أصواتنا.
- الناس عواطف لا مواقف، والمؤمنون الرساليون لما تركوا العمل الرسالي وهجروا المساجد والمجالس الحسينية وتركوها للآخرين، وانشغلوا بالمواقع والمناصب، فكان من نتائجها شيوع تدني الوعي والعزوف عن الانتخابات.
٭ التزوير وارد، وهناك إعلام يعمل على تثبيط الهمم، والشعب ناقم على الحكومات السابقة والمجلس أيضا! يرون الوزراء والنواب يتمتعون بالثروات، بينما هم محرومون من الكهرباء والماء، ويعيشون البطالة!
٭ لم يكن هناك توعية وتبليغ كاف بضرورة المشاركة، والتنبيه على خطورة المرحلة خاصة.
فقط الجمهور المتحزب الذي ذهب للانتخابات، بينما غيرهم وهم الأكثرية مصاب بالإحباط من العملية السياسية، فكان يحتاج إلى إعلام واع يرفع من معنوياته، لاسيما أن هذه الانتخابات تحتاج إلى تحديث بيانات الناخب، خاصة ان العراقيين وعبر التاريخ معروفون بعدم طول البال !
٭ لأن الوجوه نفس الوجوه والبرامج نفس البرامج والوعود نفس الوعود والناس فقدت الثقة بهم.
٭ فقدوا الثقة بالطبقة السياسية، لأنهم يعملون لانتمائهم الحزبي وليس للوطن، فضلا عن وجود قناعة عند الناس بأن الانتخابات مخترقة،
فكان الفرق شاسعا بين الإيمان بالحسين عليه السلام كقضية، والانتخابات كنتاج بشري.
٭ لقد يئس الناس من الانتخابات لأنها تفرز نفس الأشخاص والأحزاب
- لعدم ثقتها بمخرجات العملية الانتخابية.
٭ أهل البيت النبوي ومنهم الإمام الحسين عليهم السلام هم الصادقون مع الله ومع الناس، يتفقدون أحوال الرعية، بينما السياسيون لاهثون وراء مصالحهم الخاصة، غافلون عن معاناة الناس، خربوا الحرث والنسل والشعب يريد التغيير بيده بعيدا عن الإملاءات.
- لقد تعبنا من السياسيين، ولم يلمس الشعب منهم شيئا! وكأن على العراقيين تحمل سنوات عجاف!
***
عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: «ما ترك الحق عزيز إلا ذل، ولا أخذ به ذليل إلا عز».
[email protected]