خلال مطلع ستينيات القرن الماضي تم إشهار وولادة حركة دول عدم الانحياز الدولية كحركة لا تتبع معسكر قوة شرقية أو غربية وتكون كيانها من دول عالمية لها ذات القناعة لاتباع نهج متوازن حتى يومنا الحالي.
والعجيب أن زعامة هذه الكتلة ضمت مجموعة من قادة تحمل أسماءهم حرف «ج»، وكان ذلك تفاؤلا بهذا الكيان وهم: جمال عبدالناصر، جوزيف بروز تيتو، وجواهر لال نهرو، وكل منهم ينتمي لقارة عظمى: أفريقيا، آسيا وأوروبا، وهكذا تكون ذلك الكيان الناجح.
وفي كلمة الكويت بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما للكتلة السياسية المعتدلة، عبر وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد باسم الكويت والوطن العربي، والعالم الإسلامي، عن الإشادة بكل مقاصد وأهداف كتلة عدم الانحياز قولا وعملا لاستقرار العالم سلما وسلاما، دون تابع ومتبوع لإنهاك الإنسانية بمزيد من المآسي العرقية، ودمار الحروب، وهدر الثروات الإنسانية وغيرها من المآسي والكوارث اليومية للشعوب والحكومات المغلوبة على أمرها، وكل ما يؤدي إلى بعثرة أمنها وأمانها ومعاناة مؤسساتها الدولية بسبب تبعات كل ذلك الصخب الإنساني الكارثي، إذ تعود ويلاتها على كل الأفراد والجماعات بتلك القارات!
لكن لم يتوقف نزيف تلك الكوارث، ولو طبقت أهداف كتلة عدم الانحياز وساد السلام الإنسانية كافة، فلا تابع ولا متبوع عالميا يخرج عن كيانها لما زادت ويلاتها كما يحصل اليوم بمكابرة البعض واتباع أسلوب الابتزاز الدولي للشعوب الفقيرة رغم تراكم ثرواتها بجهل وعدم استقرار أمنها وأمانها بفعل فاعل يستولي على ثرواتها خلف ستارة السياسية والتقدم التقني والعلمي الشاذ بقصد السيطرة بالقوة وأساليبها الحالية المتسترة بفيروس الفتنة الفتاكة ما بين أطرافها دولا وجماعات بلا مدفع ولا طائرة حربية، لكنها منهاج تخريبي لبعثرة الثروات والسيطرة عليها بعيدا عن أهداف عدم الانحياز للانحياز العرقي أو مصالح لها طرق ملتوية بقصد السيطرة اللاإنسانية على الدول بحروب جرثومية وغيرها، مما تسبب في هزة كيان النظام البيئي والطبيعي، كما يدور اليوم بتغيرات مناخية كارثية منهجها الانحياز للخبث الإنساني الشيطاني وتراكم الويلات البشرية.
الله سبحانه المستعان وجهود فرسان الأمن والأمان المجرد لجبر خواطر كل إنسان ينشد السلام وعدم الانحياز لجبهة دون أخرى كما أرادها زعماء كتلة عدم الانحياز بالجيم (ج) الذهبية!. ودمتم.