غيب الموت شريكي أول فيلم كويتي «بس يا بحر» ورائدين من رواد الحركة الفنية والثقافية في الكويت، كان لهما دور في إثراء الحياة الثقافية على مر عقود وعقود من حياة الكويت.. ليكتب التاريخ بيد المؤرخ والإعلامي الكبير سيف مرزوق الشملان الذي قدم برنامج «صفحات من تاريخ الكويت»، كما غيب الموت أيضا المخرج الكويتي خالد الصديق.
لقد كان للراحلين نقطة اشتراك في صناعة أول فيلم كويتي عام 1971-1972، حيث جاءت المشاركة من قبل الراحل سيف الشملان بتخصيص «بيت الوفرة» للمخرج خالد الصديق لتصوير الفيلم الكويتي «بس يا بحر».
وكان المخرج الراحل خالد الصديق قد حصد الكثير من الجوائز العربية والعالمية، أبرزها جائزة الأسد الفضي بمهرجان البندقية، وجائزة النقاد السينمائيين العالميين بمهرجان البندقية السينمائي، والعديد من الجوائز والإشادات بالعديد من المهرجانات في إسبانيا وشيكاغو وقرطاج.
وكان الراحل قد تم ترشيح فيلمه «بس يا بحر» لجائزة «الأوسكار» عن أفضل فيلم أجنبي عام 1972، إلى جانب فيلمه «عرس الزين» الذي حصد أكثر من سبع جوائز عالمية، والفيلم تم عرضه الأول في كندا عام 1977.
أما الراحل المؤرخ سيف مرزوق الشملان رحمه الله فكان له العديد من المقالات والأبحاث في الصحف والمجلات الثقافية والأدبية الكويتية، أهمها سلسلة بمجلة البعثة الكويتية، كما أصدر كتابا بعنوان «من تاريخ الكويت» عام 1959 ، والذي أرخت فيه مادة تاريخية مميزة لتاريخ الكويت منذ نشأتها حتى انتهائه من تأليفه.
ولما يزيد على ثلاثة عقود من التميز الإعلامي الشعبي والوطني عبر برنامجه «صفحات من تاريخ الكويت» وثق فيه الرواية الوثائقية من أصحابها، وفي قراءات سابقة لي تعرفت إلى الراحل الذي بدأ برنامجه عام 1965 مستمرا إلى تسعينيات القرن الماضي.
كما أنه كان للعم سيف الشملان رحمه الله حضور بارز في الدواوين الكويتية، فوثق التاريخ من الشخصيات عن الحياة التاريخية الكويتية قبل اكتشاف النفط، وأصدر كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ» عام 1975، حيث يحتوي هذا المؤلف على جزءين، كما أقام متحفا خاصا ضم مقتنيات تراثية نادرة إلى جانب إصداره كتابا تحت عنوان «الألعاب الشعبية الكويتية». ويعتبر الراحلان سيف مرزوق الشملان ورائد الإخراج السينمائي الكويتي خالد الصديق قامتين من قامات الثقافة والفن الكويتي رحمها الله.. وأسكنهما فسيح جناته، وهاتان المدرستان في التأليف والتأريخ والإخراج لابد أن يتم تدريسهما وتكريمهما عبر رصد إنجازاتهما في المناهج المدرسية والصفحات الإلكترونية تكريما لمسيرتهما الحافلة بالعطاء الوطني وحرصهما على توثيقه وحفظه.
وبدوري أتقدم من أسرة الراحلين بالعزاء والمواساة، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]