تم نشر ورقة علمية عن مرض السكري وأنه يحتاج إلى اهتمام وزارات الصحة، وأدرجت هذه الورقة العلمية على جدول أعمال اجتماعات منظمة الصحة العالمية للجنة شرق المتوسط الجاري انعقادها عن مرض السكري في دول إقليم شرق المتوسط ومؤشرات انتشاره منذ عام 1980 وهي بالفعل تستحق الدراسة من جانب أصحاب القرار لأن مؤشرات الكويت حسب المنشور بهذه الورقة العلمية تنذر بالخطر وتتطلب قرارات على أعلى المستويات للتصدي لموضوع السكري قبل أن يخرج عن السيطرة وليس فقط الاكتفاء بتوفير الأدوية، إذ يجب وضع استراتيجية متكاملة يشترك في تنفيذها جميع القطاعات، وليس فقط وزارة الصحة بما نعرفه من إمكانات لديها.
وأود الاستفسار عن الاستراتيجية الوطنية للتصدي للسكري وما أهدافها وغاياتها، ولماذا لم يتم نشر تقارير المتابعة من الجهات المسؤولة عن متابعة برامج الصحة ضمن استراتيجية التنمية، إذ ان السكري ليس مجرد مشكلة صحية ولكنه أولوية تنموية يؤثر على المجتمع والأسرة والأفراد ويثقل كاهل النظام الصحي ويعرقل خطط التنمية.
وهذه الوثيقة المتاحة على موقع منظمة الصحة العالمية للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لاجتماعات اللجنة الإقليمية والتي تعقد الآن يجب ألا يكون موقعنا منها موقع المتفرج أو القارئ غير المهتم، وخصوصا بمناسبة اقتراب اليوم العالمي للسكري وهو مناسبة لنرى فيها أين نحن مما يحدث حولنا من تقارير ودراسات واستراتيجيات مهمة تتطلب أعلى مستويات القرارات وقبل أن نفقد القدرة على التخطيط العلمي السليم.
وفي التقرير الذي يحمل رقم 68/7 فإن تفاعل النظام الكلي بالكويت للأسف الشديد لا يوجد به سجل وطني للسكري وفقا لما هو منشور بالتقرير، فمن المسؤول عن هذا؟ ومتى ينشأ هذا النظام؟ ولماذا لا يتم تسخير إمكانات مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت لإنشاء هذا النظام الذي سيدعم اتخاذ القرارات وسيكون البداية الطبيعية للتخطيط والمتابعة الموضوعية والجادة، وخصوصا لأن لدينا كفاءات نعتز بها في هذا التخصص المهم وفروعه سواء في جامعة الكويت أو في وزارة الصحة.
رحم الله المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح على مبادرته بإنشاء مركز دسمان للسكري التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي والذي يجب أن يتصدر المشهد الآن ويتفاعل مع مثل تلك التقارير ويجب ألا يغيب في مثل تلك الظروف فهي قضية تنمية للدولة ككل.
وهل توجد إجابة مقنعة من المسؤولين بسبب عدم وجود السجل الوطني لمرض السكري في الكويت، حيث إن ذلك يعتبر أولوية في الخطط والبرامج لمرض السكري؟