مدينة العمال، هكذا كان يطلق عليها، لأنها كانت سكن عمال بناء الكويت الحديثة بعد الاستقلال، ثم سميت بالصليبيخات نسبة إلى صخر الصلبوخ المنتشر فيها.
الصليبخات منطقة تقع على البحر، وهذا الوصف ليس كافيا لتصور مناخها العام وطبيعة السكان وسعر العقار هناك، ففي حين توقع الدولة مخططات واجهاتها البحرية، وتستعجل البلدية إنشاء مرافق حيوية لشاطئها العامر بطيور الفلامينغو كل عام، إلا أن أكثر بيوتها المهترئة، وذات البناء المركب السريع والقديم يبعث على الاستغراب!
في الكويت نشهد تطايرا رهيبا في أسعار العقار، ورغبة كبيرة في السكن قرب البحر، لكن هذه المنطقة ببيوتها المتلاصقة حد الاندماج ببعضها تجعلك تقف، متسائلا عن سبب تمسك ذوي الدخل المحدود فيها، ونفرة الأغنياء من السكن فيها.
بالطبع هناك عوامل تجعل من شراء العقار في بعض المناطق غير مرغوب فيه، وهي عوامل ترتكز غالبا على عنصر الاستقرار الاجتماعي، والسلوك الحضري فيها، وتلاصق البيت في الصليبيخات كما في بعض المناطق ذات التوزيع والبناء القديم يجعل الرغبة فيها مستبعدة، خصوصا أن الكثير من بيوتها مستأجرة لفئات متنوعة من المجتمع وازدياد معدلات العزاب من جنسيات مختلفة للسكن فيها بنظام استئجار الغرفة مع أكثر من شخص.
إن قيام الدولة بالاستثمار في شاطئ حيوي مثل شاطئ الصليبيخات عليه أن يقترن ببعض التصحيحات القانونية للوضع الإسكاني هناك، فبيوت كثيرة آيلة للسقوط، وبعضها مهجور منذ زمن، والطرقات بينها ضيقة جدا، ولا تناسب تلك المواصفات منطقة مطلة على شاطئ حديث سيكلف الدولة ملياري دينار كويتي من صندوق الدولة، فهل يكون تثمين هذه البيوت الصغيرة هو الحل لطرح المنطقة بالكامل، أو الأجزاء الواقعة على البحر مطور عقاري من القطاع الخاص؟ فربما ساهمت هذه الخطوة في تحسين صورة واجهة مهمة وجاذبة من واجهات الكويت الحيوية.