قد لا ترقى عبارة «خو ما نطرده» إلى المثل إلا أنها تعبر عن امتعاض «المعزب» من قدوم ضيف غير مرغوب به فالأصل إكرامه، أما عدم استقباله فيلحق بالمعزب سمعة سيئة، لذا يستخدم «تكنيك» عدم تلبية «مواجيبه» فإن طلب شاي أو قهوة اعتذر بعدم توافره، وما إلى ذلك إلى أن «يقص الضيف الحق من نفسه» فلم يطرده ولكنه لم يعطه حقه.
نسيت هذه المقولة حتى قامت وزارة الأشغال بالتعاون مع جامعة الكويت بإجراء اختبار للمتقدمين لشغل الوظائف الإشرافية، بالإضافة إلى من تقدم من المهندسين الراغبين في العمل كمهندس مشروع أو نائب مهندس.
وتم تقسيم الاختبار إلى 3 أقسام، هي لغوي (انجليزي) وإداري وتخصصي وكون الشيطان يكمن بالتفاصيل فسأسرد لكم مثالب الاختبار كما جاءتني، وإذا تكلمنا عن اختبار اللغة الانجليزية للمتقدمين فهذا حق للوزارة أن تشغل الشواغر بموظفين قادرين على التواصل مع المقاولين والاستشاريين المحليين والعالميين ولكن جاء مستوى الامتحان ركيكا عائما لا يتضمن أي تعبير لغوي يستخدم فيه موظفو الأشغال ومهندسوها المصطلحات الدارجة في عملهم اليومي إطلاقا وسأقف عند هذا الحد.
والقسم الثاني من الامتحان كان عن الجانب الإداري والاختبار كان طامة بجميع المقاييس، فمن وضعه غفل عن كون المتقدمين موظفي قطاع عام وليسوا موظفي شركات خاصة وشتان في آلية اتخاذ القرار بين القطاع العام والخاص، فهل من المعقول أن يتم سؤال موظفي الأشغال عن الجمعية العمومية وتدرج القرار بين إدارة الشركة وموظفيها وما يدور بهذا الفلك، فمثل هذه الأسئلة توجه الى طلاب العلوم الإدارية وليس الى موظفي الأشغال، وكان الأجدر سؤالهم عن قوانين الجهاز المركزي للمناقصات أو قوانين ديوان المحاسبة والعمل بموجبها أو التعامل مع اللوائح التي تحكم الموظف ورئيسه والصادرة عن ديوان الخدمة المدنية أو على الأقل عن الوثائق التي تحكم المالك (وزارة الأشغال) مع مقاول العقد أو الاستشاري كالشروط العامة والخاصة وغيرها من وثائق العقد أو حتى طريقة تقديم الدفعات أو الأوامر التغييرية ولا يستقيم أن تسألهم خلاف ذلك وسأقف هنا وأترك لكم التعليق.
أما اختبار التخصص فقد تم تقسيمه حسب تخصصات المتقدمين، وهنا أسأل قياديي الوزارة الذين لا يساورني شك في حسن نواياهم، وأقول: هل كنتم على دراية بأن الكثير ممن تقدموا للاختبار مضى على تخرجهم 10 سنوات أو أكثر عملوا وأبدعوا في مجال غير مجال تخصصهم؟
أليس من المنطقي أن تكون الاختبارات مختصة بطبيعة عمل الوظيفة الشاغرة وليس تخصص المتقدم لها حتى تتبين كفاءته الإدارية والفنية؟
هل من المعقول أن يتم تقديم نفس الاختبار لجميع المستويات من مدير ورئيس قسم ومهندس مشروع أو نائبه على حد سواء؟
هل قدم من تواصل مع جامعة الكويت الشرح الكافي عن طبيعة عمل الوزارة؟ لأن الواضح لدي أن مادة الاختبار لا تدل على ذلك.
وبالنهاية أقولها لكم لقد أحرجتم أنفسكم وأحرجتم الجامعة وأحرجتم موظفيكم وسيكون ذلك جليا عند تلقيكم نتائج الاختبارات.
أدام الله من اختار الشخص المناسب للمكان المناســـب ولا أدام من تلاعب بمصائر الموظفين بطريقة المحاولة والخطأ.