قال تعالى: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) النور: 22. وقال تعالى: (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) التغابن: 14. وقال تعالى: (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) الشورى: 40.
هذا هو جزاء العفو عند الله فهو باب عظيم من أبواب الإحسان وإن كان العفو بيد الحاكم فهو يعني معاني أخرى فإن الحاكم عندما يقرر العفو فإنه يقرره وهو قادر ويعفو عند المقدرة والله يهديه إلى طريق العفو ليزداد حب الرعية له وتتوحد الصفوف وتكون الأمة خلف الحاكم سندا وعونا لما فيه الخير للبلاد.
والحاكم هو ولي الأمر الراعي الذي تتعلم منه الرعية ثقافة العفو والتسامح، فكم من ولي أمر قدم العفو ابتغاء رضا الله وكم من عفو في عصرنا الحديث في دول أخرى أصبحت مثالا للحاكم والأمة، وإن شاء الله نتعلم جميعا الدرس فمن العفو يتعلم الكثيرون ممن لم يفهموا هذا الدرس جيدا.
وسيكتب التاريخ أن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد قد ضرب مثالا حيا في العفو والتسامح ليس عن ضعف ولكن عن قوة الإيمان وابتغاء مرضاة الله في سعيه وفي وطنه، فالعفو عند المقدرة صفة عظيمة لا يتحلى بها إلا من كان مع الله دائما في سعيه وقراءة ما يدور حولنا من تحديات تتطلب الاعتصام بالله جميعا، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) آل عمران: 103.
إن الكويت مثال أمام الجميع بأن حاكمها سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد قد أطلق بشجاعة العفو الكريم من حاكم كريم إلى شعبه فهم إخوانه وأبناؤه وأهله وتجمعهم علاقات فريدة تحسدنا عليها الكثير من الدول والشعوب وتجلت في مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى.
أطال الله في عمر أميرنا القائد الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وأطال الله في عمر ولي عهده الأمين حفظه الله، وأدعو الله أن يديم علينا هذه العلاقة بين الحاكم والرعية، علاقة الحب والوفاء والإخلاص وأن يديم على بلادنا الأمن والأمان دائما.