يقول الله تعالى: (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين).
يحدثنا الله تعالى عن كنوز قارون وأن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز تحتاج الى مجموعة من الرجال الأشداء لحملها، إذا كانت هذه هي المفاتيح فكيف كانت الكنوز؟ لقد بغى قارون فظلم قومه وغصبهم أرضهم وحرمهم حقهم في المال، وقد نصحه العقلاء من قومه بالقصد والاعتدال، فحذروه من الفرح ونسيان المنعم بهذا المال داعين له بالتمتع بالمال في الدنيا وأن يعمل لآخرته بهذا المال، فكان رد قارون جملة واحدة تحمل شتى معاني الفساد والنكران للجميل (قال إنما أوتيته على علم عندي) لقد فتنه الثراء وعماه المال وإنكار الفضل لله الواحد القهار، اذ كان قارون قد قال هذا، ولكنه نسي ان الله أهلك من هم اكثر منه قوة ومالا وعتادا فكان عليه ألا يغتر.
فخرج قارون ذات يوم على قومه بكامل زينته فطارت قلوب بعضهم وتمنوا ما عنده، فخسف الله تعالى به وبداره الأرض فابتلعته في لحظة ولم ينفعه ماله ولا جاهه.