واصل المحتجون المطالبون بحل الحكومة المدنية وتسليم السلطة إلى العسكريين في السودان اعتصامهم أمام مقر القصر الرئاسي لليوم التاسع على التوالي، سط تزايد التوتر والانقسام السياسي.
وأغلقت حشود من المحتجين أمس جسراً مهماً عبر النيل الأزرق في العاصمة الخرطوم قبل أن تقوم الشرطة بتفريقهم وتعيد فتح الجسر مجددا. وأكد شهود عيان في الخرطوم أن مجموعة من المتظاهرين أغلقت بالاتجاهين جسر المك نمر الذي يربط بين الخرطوم العاصمة والخرطوم بحري. وأوضحوا أن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وأعادت فتح الجسر.
وتأتي هذه التطورات على خلفية الأزمة السياسية المتواصلة في السودان وتنظيم تظاهرات مؤيدة ومناهضة للحكومة المدنية في الخرطوم.
وسبق أن اقتحم متظاهرون مشاركون في اعتصام القصر أمس الاول مقر وكالة الأنباء السودانية (سونا) بهدف منع «قوى الحرية والتغيير» من عقد مؤتمر صحافي كان مقررا، حيث تم تأجيله حتى إشعار آخر. وفي سياق متصل، انتقد حاكم إقليم دارفور مني أركاو مناوي طريقة إدارة الفترة الانتقالية، معتبرا أنها خاطئة وإقصائية.
وقال مناوي في مقابلة مع قناة «العربية/ الحدث» الفضائية الإخبارية امس: «نحن نرفض طريقة إدارة الفترة الانتقالية، وعدم إشراك القوى التي ساهمت في الثورة في القرار الحكومي». وعن لقائه مع المبعوث الأميركي، جيفري فيلتمان، وصفه مناوي بأنه كان جيدا، مضيفا أنه أوضح له سبب الخلافات مع تيار قوى الحرية والتغيير.
وقال مناوي الذي انشق مع مجموعة أخرى الشهر الماضي عن قوى الحرية والتغيير المركزية: «أكدنا للمبعوث الأميركي ألا دخل لنا بخلاف المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مع المكون العسكري».
وكان المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان قد التقى امس الاول بشكل مشترك مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان والفريق محمد حمدان دقلو. وذكرت السفارة الأميركية بالخرطوم في بيان نشرته على صفحتها عبر موقع «فيسبوك» أن فيلتمان شدد على دعم الولايات المتحدة لانتقال ديموقراطي مدني وفقا للرغبات المعلنة للشعب السوداني. كما حث المبعوث الأميركي جميع الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معا لتنفيذ الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام.