كثيرا ما نعلق مشاكلنا وتقصيرنا على الغير، وها هي آخر الشماعات التي نعلق عليها تدني الخدمات وازدحام الشوارع ومشاكل المرور والكهرباء وازدياد أعداد الوافدين مما يهدد السلم الاجتماعي ويجعل مرافقنا قاصرة عن تقديم الخدمات المميزة لأهل الكويت. تخيلوا الكويت من دون وافدين كما يريدون سنجد أكوام القمامة في شوارعنا أطنانا لأن هذا العمل لن يقبل به المواطن الكويتي، ان بعض الأعمال التي يقوم بها الوافدون يتأفف المواطن أن يقوم بها، مع أن العمل شرف ولا نستهين بالعمل مهما كان صغيرا، فقيمة العمل لم ترسخ في ثقافة أبنائنا كما كانت عند آبائنا.
إن حاجاتنا لعمالة أجنبية أمر ضروري لا مفر منه، لكن وفق ضوابط ونظم تتفق مع متطلبات المجتمع واحتياجات الدولة، فنحن لا نستطيع الاستغناء عن العمالة الوافدة خاصة المنتجة من فنيين ومعلمين ومهندسين وأطباء إلى آخره، ويبقى العمل اليدوي مرهونا بتغيير نظرة المجتمع الكويتي للعمل اليدوي والقائمين عليه.
إن غياب التخطيط هو سبب بلاء الكويت وليس العمالة الوافدة، فالعمالة الوافدة الهامشية لم تسقط علينا من السماء إنما جلبها متنفذون يتاجرون بالبشر هدفهم التربح على حساب الخدم وعمال النظافة والحراسة، ولا رادع لهم من قانون أو قيم، يضعون مصلحتهم فوق مصلحة الكويت، ولا يهمهم تلويث سمعة الكويت في سجل حقوق الإنسان أو أن توضع الكويت في القائمة السوداء كدولة تنتهك فيها حقوق العمالة. أعداد الهنود أكثر من 800 ألف والمصريين أكثر من 700 ألف والسوريين أكثر من 200 ألف، والبنغاليون أكثر من 170 ألف والإيرانيون أكثر 140 ألفا.
نعم نعاني من ازدياد الوافدين لكن «رب ضارة نافعة»، فهم يبنون ويعملون ويسكنون وكل أنشطتهم الحياتية مرتبطة باقتصاد الكويت وجيوب تجار الكويت والثروة العقارية، فلا تحملوا التركيبة السكانية أوزارا ولا تخفوا رؤوسكم بالرمال فنحن نعاني من غياب التخطيط وارتجال القرارات وقصور برامج التنمية عن معالجة النمو السكاني بالكويت، مشاكلنا واضحة وضوح الشمس وحلولها معروفة للصغير والكبير، وكلها تكمن في سيادة القانون ولا أحد فوق القانون، أما المتنفذون بجهد وعرق المساكين من العمالة الوافدة فهؤلاء لابد من الحزم معهم وسد كل السبل في طريقهم وطريق تجارتهم في الرقيق الأبيض أن الكويت تفتقر إلى استثمار الطاقات البشرية الوطنية وقبول العمل اليدوي فقيمة الإنسان بما يحسنه وهذه الأشياء تجعلنا أسرى لبعض العمالة الوافدة فكيف نتخلص من هذه العمالة وهي صلب وأساس العمل في الكويت العمالة المنزلية الهامشية العاملة في الكويت من خدم وسائقين عددهم يقارب المليون.
وهناك مساوئ في التركيبة السكانية والعمالة الوافدة خاصة الآسيوية التي احتلت كثيرا من قطاعات البناء والزراعة ولم نخطط لها جيدا وخلقت الكثير من الآثار السلبية على اقتصادنا والمجتمع بأسره ولها مردودات سلبية فهذا يشكل الهاجس الأمني والاجتماعي وكثرة استهلاك المرافق العامة وتقديم خدمات مكلفة قد تكون بلا مقابل أوبمقابل يقل كثيرا عن التكلفة فلابد من وقف استقدام الجنسيات المتضخمة وتوجه استقدام العمالة من الداخل بدلا من جلبها من الداخل ومنع العزاب من السكن بالأماكن التي تقطنها العائلات واستمرار حملات إبعاد المخالفين بقانون الإقامة.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها، وأن يزول هذا المرض والوباء وتنقشع هذه الغمة من جميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]