[email protected]
العنوان ليس أكلة كويتية وإنما الحسسة هي الضرب من طرف الغترة البيضاء أو الحمراء، وهذا الضرب بطرف الغترة تعلمناه في صغرنا وشبابنا، نمسك الغترة نضرب ربعنا بطرفها فتعور وتحسس مثل ضرب الخيزرانة، خاصة لما تبرم الغترة وتلشط صاحبك أثناء الممازحة فمن يحسس صاحبه أكثر هو الفائز!
العرب عرفوا الحسسة بالضرب الخفيف ومن الحسسة أو تحسس أو المتحسس.
قبل في الكويت قديما كان الزوج يأمر زوجته ويأمرها بأن تشوي السمك الذي أتى به من صيده أو اشتراه من سوق السمك فيقول لها «سوي لنا السمك نبيه مشوي لكن لا تحسسينه»!
أي خليه يستوي عدل وما يكون الشواء سطحيا!
وكذلك ينطبق الأمر على اللحم أحيانا تتم العجلة فيكون محسس ظاهره مستوي ناضج وداخله محسس لم يستوي!
هذه العبارة الجميلة (المحسس) هي تعني (القليل)!
باختصار الحسسة إحساس كما قلت بالضرب بالغترة المبرومة إللي تحسسك وتوجعك حسب أداء اللاشط!
هذه المفردة (الحسسة) من أجمل ما تعلمناه من الآباء والأجداد الأوائل، رحمهم الله، الذين أثرونا بمفرداتهم اللغوية التي نعتز بها ونتوارثها.
اليوم بكل صراحة نعيش زمن الحسسة لأن كل شيء يصل لنا للأسف محسس!
٭ ومضة: إذن المحسس كالإنسان الفاقد الإحساس لأنه لم يكتمل في إحساسه (مشوي أي كلام)، ومرد هذا الإحساس العلم بالحواس كالعين والأذن والأنف واللسان واليد وحواس الإنسان المشاعر الحسنى وهي الطعم، الشم، البصر، السمع واللمس!
٭ آخر الكلام: راحت الزوجة التي كانت تشيل (الحمولة) في يومها المخصص تطبخ وتغسل وتنظف وتشيل البيت وأتى زمان (الدليفري) والطباخ والطباخة وما عاد (الطبق السمكي) يفرق مستوي ولا محسس!
٭ زبدة الحچي: ما عاد «للحسسة» تطبيق يوم كنا جهالا نمارس الحسسة بالغترة، بل أصبح الضرب اليوم على المكشوف فلم يعد للحسسة وجود (ضرب خفيف) وإنما الضرب صار فوق الطاولة وتحتها وغابت الحواس أمام تداري القيم والمبادئ وكما قال الممثل عبدالرحمن العقل (حسحسونا)!
إي والله اليوم نشعر بالحسسة حيل بعد غياب الكويت عن تصدر محطات الإنجاز، ورغم أن الحسسة تعني (القليل) إلا أننا مازلنا نعاني (كثيرا) من تراجعنا، لكننا محافظون على تفاؤلنا في زمن الحسسة!
قبل في الكويت القديمة إذا قالوا لك «انك خسيس» كلمة نادرة في عصرها وتعني بكل وضوح وصراحة (انحطاط النفس)!
رغم كل الحسسة مازلنا نأمل ونتفائل ونفرق ما بين الحق والباطل، فما أجمل عبارات موروث شعبنا وتوجيهاتهم للمستقيم وللأعوج، فالأعوج له التوبيخ المباشر حتى لا يكون للمتجاوز أن يواصل تجاوزه، لهذا قالوا كلمة «الخسيس» التي لا تستعمل اليوم، لكن هناك من يستحقها لقوة معناها، ولهذا قال أهل الكويت جميعا يوم دخل صدام حسين الكويت في 2 أغسطس 1990 أيا الخسيس!
..في أمان الله.